الشعراوي يفسر حديث كل عمل ابن ادم له الا الصوم فهو لي

تفسير حديث كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، تزامنًًا مع بداية أول أيام شهر رمضان المبارك 2025، يتساءل العديد من المواطنين لمعرفة تفسير الشيخ الشعراوي لحديث كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي، ووفقًا لذلك سنوافيكم عبر موقعنا الآتي التفاصيل الكاملة خلال السطور التالية.
تفسير حديث كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي
فرض الله تعالى الصوم في رمضان فريضة من الفرائض وركنًا من أركان الإسلام، كما قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه)، ورغم ذلك يُذكر الله في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، فما معنى أن الصوم لله وحده؟
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي إن السر في تشريف شهر رمضان يعود إلى أن العبادة يجب أن يعيشها الإنسان بصدق ووعي، فكل عمل مهما كان طاعة، إذا تم بدون نية العبادة لله، يصبح عملاً عاديًا يفقد طابعه الروحي.
تفسير حديث كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى شاء أن يجعل رمضان ركنًا من أركان الإسلام، حيث يُحرم فيه ما كان مباحًا طوال العام، مثل الأكل والشرب والعلاقة الزوجية خلال النهار، وذلك لأن الله يريد أن يحرمك من شيء هو في الأصل حلال، ليشعرك بشرف العبادة ويجعلها تجربة روحية حية، لا مجرد عادة.

وتابع الشيخ الشعراوي إن الإنسان إذا اعتاد على شيء، قد يصبح ذلك الشيء مجرد عادة في حياته دون شعور حقيقي بالعبودية لله، لذلك جاء رمضان ليصعد العبادة إلى مستوى أعلى، فبينما توجد أمور حلال وأخرى حرام في باقي أيام السنة، فإن رمضان يجمع بين الحلال والحرام ليصعد بالعبودية في قلب المؤمن وبالتالي، يكون المسلم في رمضان في أصفى درجات العبادة؛ لأنه لا يتبع مجرد العادة بل يشعر بالعبودية لله.
واختيار الله لهذا الشهر الفضيل لم يكن عبثًا، بل لأسباب تتعلق بإعداد النفس لدوام شرف العبادة وليس إلف العادة، كما أن رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن، وهو منحة من الله لإيماننا وتقوى نفوسنا.
تفسير حديث كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي
وأشار الشيخ الشعراوي أنه بالرغم من أن الصيام فرض على المسلمين في رمضان، فإنه لم يُحرم التطوع بالصيام في غيره من الأشهر، مما يفتح باب الطموح العبادي للمؤمن، ليعلي إيمانه ويجعله يتسامى، وتميّز الصوم عن بقية أركان الإسلام في كونه عبادة لله وحده، حيث قال الله تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، فالصوم عبادة لا يتقرب بها المسلم إلى بشر، بل هي علاقة خاصة بين العبد وربه، لذلك لا يستطيع الإنسان أن يراقب غيره في صيامه.
ولذلك نجد أن جزاء الصوم يختلف عن باقي الأعمال، حيث يمكن أن تتضاعف الحسنات إلى 700 ضعف في بعض العبادات، لكن الصوم خارج عن هذا الحساب، ويجزي الله العبد فيه بما شاء من فضل وعطاء.
وفي نهاية شهر رمضان، يسن الاعتكاف، وهو نوع من الطاعة يتمثل في إبعاد النفس عن أي شاغل دنيوي، للتركيز الكامل على العبادة في بيت الله، وهذه الفترة تقطع الإنسان عن إلفه المعتاد، وتجعله يقبل على الله بنية خالصة ومن خلال هذا الابتعاد عن مشاغل الحياة، يتلقى الإنسان شحنة روحانية جديدة تقوي إيمانه وتساعده في مواجهة تحديات الحياة بعدها.
الجدير بالذكر أنه من خلال شهر رمضان، يتعلم المسلم أن يعيش العبادة بشكل عميق وصادق، ويصبح مستعدًا لتغيير حياته بنور الإيمان والتقوى، ليواصل حياته بطاقة جديدة، مفعمة بالهمة والنشاط.