الثلاثاء 01 أبريل 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

أخذ الإنسان على عاتقه مسؤولية تحقيق الرفاهية لنفسه أولا ولأسرته لضمان مجاره العصر في ضوء الحياة الكريمة، مما أدى إلى زيادة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية وكلما زاد التقدم والتطور التكنولوجي كلما زادت أعباء الإنسان. وحقيقة الامر هي على عكس الرؤية الظاهرية - حياة وردية جميلة سهلة كل شي يمكن ان يصنع من تلقاء نفسه دون تدخل من الإنسان أحيانًا أو بالكثير يمكنه الضغط على زر لتلبيه وتنفيذ طلبه اليومي - فقد تكون تلك الرفاهية أهم وأكبر وأول أسباب التعاسة والاكتئاب، الشعور بالقلة والنقص والاحتياج والتعايش مثل أقرانه في العصر يضفي أجواء شديدة القسوة. الإنسانية تعاني من شدة الرفاهية.

على ضوء براءات الاختراع والتطور التكنولوجي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي خرج للبشرية خلال عام 2024 العديد من الأجهزة والأدوات الكهربائية الذكية ذات التحكم عن بعد مدعمة بالذكاء الاصطناعي استنادًا الى فكرة تسهيل وتيسير الحياة اليومية على الإنسان ، ومع متابعة وتعقب المواقع و الأخبار و ردود الأفعال عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث انها تعد بوصلة العالم الآن ، فقد وجدت أراء عدة منها ، يري البعض انها سبيل الراحة والرفاهية و تشكل ضرورية حياتية وأصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وهناك آراء عبرت قائلة هي عبارة عن فيلم خيال علمي من الصعب ان يتحملها الإنسان ويستوعب التعايش بها وخاصة في البلاد العربية و دول العالم الثالث ، وآراء تقول انها عمليات إلهاء وشغل الإنسان بها تعتيماً على أحداث العالم، وآراء تؤكد انها أحدث أساليب الحرب الناعمة فلكما زادت رفاهية الإنسان زاد تعبه ويمكن السيطرة عليه والتحكم فيه، وآخرون يرون ان كل ذلك ضار بصحة الإنسان الجسدية والنفسية فقد خلق الإنسان للحركة والتمتع بقدراته الحركية والحسية ونعيم حواسه وحدسه، خلق الإنسان حر في الارض فلماذا يسعى لشلل حركته بآلة؟!.

قد نجد كل الآراء صحيحة وحاملة عدة رسائل أهمها يرجع الرأي الى مدى ثقافة الإنسان وبيئته وجنسه وعمره مع مدى قدرته على التخلي أو الاستغناء والتحكم في الذات.

ربما جاءت العديد من الاختراعات محققة الهدف المرجو منها خاصة كل ما يتعلق بالرقمنة والميكنة والآمن السيبراني فقد أصبح العالم كله قائم على النهج ذاته لضمان سلامته وسلامة الشعوب. وان كنت انا شخصيًا أشك في ذلك فلا أمان مع من ليس له أمان.

ولكن نملك الآن عدة اختراعات ذات غرابة ولا أعرف الى أي مدى يمكن للإنسان ان يضع جنيها واحدا فيها، فمنها أجد انه يفسد قيمة ومتعة وبساطة الحياة اليومية الإنسانية التي نشأنا عليها، على سبيل المثال وليس الحصر سجادة كهربائية ذكية مدعمة بالذكاء الاصطناعي ذات التحكم عن بعد، كذلك بطانية كهربائية ذكية تحمل فكرة السجادة السالفة الذكر. لا شك ان هذا التطور يشير مؤكدًا على التطور في عدة اتجاهات منها صناعة النسيج والدمج التقني والفني بالنسيج خاصة انها تتمتع بتعدد الالوان والتصميمات والمقاسات أي انها عمل فني أيضًا كذلك فتح فرص العمل وأثبات على تطور الباحثين والخبراء فى البحث العلمي والتكنولوجي والفني.

أما عن أحدث براءات الاختراع والادوات الذكية في المجال الرياضي "الدامل بالذكاء الاصطناعي" والتي نالت اعجاب العديد من الرياضيين حيث انها تتمتع بعدة خصائص منها التحكم عن طريق تطبيق على الجوال وايضا شاشة التليفزيون للإرشاد عن الأداء الحركي السليم والصحيح وتحديد المستوى كما انها تقوم بحساب عدد المرات للعد وتوجيه الى النموذج (شكل الجسم) المناسب للاعب فهي بمثابة مدرب خاص في المنزل أو صالة الجيم، يتوفر فيها 12 وزن مختلف قابلة للتخزين والحمل والنقل بسهولة تشحن بالكهرباء ودرجة الحساسية فيها عالية جدا.

كما قام علماء في جامعة غلاسكو باختراع " ساعات ذكية تعمل بالعرق " وهي تقنية جديدة تستفيد من الأيونات الموجودة في العرق البشري لتوليد الكهرباء. يمكن استخدام هذه الطاقة لشحن الأجهزة الإلكترونية، مثل الساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء الرياضية، خاصة أثناء ممارسة الرياضة عندما يزداد معدل التعرق.

وعن أغرب الاختراعات في مجال الصحة والبيئة "مرحاض تواليت بالذكاء الاصطناعي" وهو عبارة عن قاعدة تواليت مدعمة بجهاز Ai يمكن التحكم فيه من خلال تطبيق عبر الجوال ، هذا الجهاز يعمل على قراءة المنتج المخرج من الانسان (البراز ) ومدى صحته من خلال تجانس قوامه ونسبة المواد فيه من معادن، يعمل أيضا على قراءة عدد مرات الهضم للإنسان ، يرشد الإنسان الى حركة الامعاء وتحديد مشاكل الهضم، والجدير بالذكر هذا الاختراع مطروح في الاسواق حالياً ويمكن تركيبه فى أي دورة مياه ، ومن خلال قراءة البيانات على التطبيق يمكن للإنسان اختيار وجباته الغذائية وتحسين حالته الصحية.

تعددت الاختراعات فى عام 2024 فقد أصبح الامر في سياق سباق عالمي وبين المجالات على من يقدم الافضل في الرفاهية وعلى سبيل الذكر حيث أعلنت سامسونج وHiSense عن شاشات حاسوب وتلفزيون شفافة بالكامل أيضًا خلال فعاليات معرض IFA 2024. ولكن الجدير بالذكر أن هذه الاختراعات ما زالت في حيّز التجريب والاختبار؛ فهي مُجرد مفاهيم تقنية قد تُطور إلى أجهزة مُبتكرة قادرة على تقديم تجربةً غير مسبوقة.  

اما في حدث CES 2024 بداية هذا العام 2024، كان من أغرب الأجهزة التي أثارت ضجةً كبيرةً هذا الجهاز ليكون مساعدًا شخصيًا ماديًا للتحكم في كافة تطبيقات هاتفك الذكي عن بُعد؛ إذ يُمكنك إدارة العديد من المهام على الهاتف باستخدام Rabbit R1 وبطريقة ذكية عبر الأوامر الصوتية.

كما تعمل العديد من الشركات الرائدة، مثل سامسونج، على تطوير هواتف ذكية قابلة للطي. هذه الهواتف ستبدو كالهواتف الذكية العادية، ولكن يمكن فتحها لتتحول إلى شاشة أكبر بكثير، مما يجعلها تعمل كجهاز لوحي وقد أطلق عليها "هاتف ذكي مرن".

أما عن " قلم الاستشعار الإلكتروني" هذا الجهاز الذكي يمنح الحرية في الكتابة على أي سطح، سواء كان طاولة أو وسادة أو حتى اليد. يعمل القلم عن طريق تقنية تتبع بصري ثلاثي الأبعاد، حيث يرصد حركات اليد ويترجمها إلى نص مكتوب على شاشة جهازك المتصل بالبلوتوث، مثل هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي أو حتى جهاز الحاسوب المحمول.

ولا يمكننا ان نغفل عما قدمه إيلون ماسك حيث أطلق روبوت أوبتيموس وهو القائم بكافة أعمال المنزل كما أطلق والسيارة الروبوت في شهر أكتوبر العام الجاري.  

نتفق أو نختلف حول ماهية الذكاء الاصطناعي ودوره وأهميته، ومدى انعكاسه لقياس مدى تطور البلاد، ولكن تبقي كل هذه الأشياء وغيرها ما بين الرفاهية والانانية والرغبة هى القسوة الإنسانية.

تم نسخ الرابط