تصريحات شيخ الأزهر في مؤتمر البحرين : التقريب بين المذاهب الإسلامية ضرورة لحماية وحدة الأمة
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي، إن المؤتمر يُعقد في وقت حاسم تمر فيه الأمة الإسلامية بمفترق طرق تاريخي.
وأوضح أن موضوع التقريب بين المذاهب الإسلامية قد نوقش بشكل واسع في العديد من المؤلفات والندوات والمقالات والمؤتمرات، وقد تناول هذا الموضوع بتفصيل كبير في محاولة لبحث سبل استنهاض الأمة ورفعها من كبواتها.
شيخ الأزهر: موضوع التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية هو الخطر الأكبر
وأضاف شيخ الأزهر أن موضوع التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية لا يزال يشكل خطرًا، مشيرًا إلى أن دار التقريب بالقاهرة، تحت إشراف الأزهر الشريف، كانت قد أصدرت مجلة "رسالة الإسلام" التي جمعت ما يزيد على 4000 صفحة، تناولت موضوع التقريب بين السنة والشيعة على مدار 8 سنوات، من عام 1949 حتى 1957.
وتابع الطيب قائلاً: إن موضوع التقريب كان في صلب اهتمامات علماء الأمة الإسلامية طوال العقود الماضية، وحرصوا على ترسيخ هذا المفهوم بين المسلمين في محاولة لوقف دواعى الفرقة والشقاق التي تهدد وحدة الأمة.
واسترسل: ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها العلماء في هذا المجال، إلا أن موضوع التقريب ما يزال مفتوحًا للنقاش دون أن يلمس الواقع التطبيقي في مجتمعات المسلمين، وهو ما يفسر استمرار الخلافات المذهبية، رغم العديد من الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع.
الصراع المذهبي بين السنة والشيعة
وأشار الإمام الطيب إلى أن الصراع المذهبي بين السنة والشيعة، الذي يعود إلى القرون السابعة والثامنة الهجرية، لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا، مما يسهم في تعزيز الانقسامات بين الطوائف الإسلامية.
وأكد أن العديد من علماء السنة والشيعة أكدوا في فتاواهم أن الخلاف في قضايا مثل الإمامة لا يستوجب تكفير أي من الفريقين.
ولفت إلى أن بعض أئمة الشيعة المعاصرين قد أفتوا بأن عقيدة الإمامة ليست من أساسيات الإسلام، بل هي جزء من التشيع، وهو ما يعكس مرونة في التعامل مع القضايا الخلافية بين المذاهب.
ونوه أنه ينبغي أن تكون القضايا الخلافية الأخرى أقل تأثيرًا وأقل خطورة، مؤكدًا أن من واجب الأمة أن تنهي هذه الفتنة التي استمرت طويلاً وأن تهتم بحماية الدين والبلاد والعباد.
وختم شيخ الأزهر كلمته بالقول إنه ينبغي للسنة أن يبقوا على مبدأ الخلافة وللشيعة أن يبقوا على مبدأ الإمامة، ولكن مع الحفاظ على وحدة الأمة ودرء الفتن، والعمل على حماية مقدساتها وأراضيها وأبنائها.
