أسس مسجد الغربة.. مقتل أول إمام مثلي الجنس في العالم في جنوب أفريقيا (فيديو)
قتل محسن هندريكس، أول إمام مسلم مثلي في العالم، البالغ من العمر 57 عامًا، صباح يوم السبت، بعد تعرض السيارة التي كان يستقلها بالقرب من مدينة جكيبرها الجنوبية لكمين، حيث يعد شخصية رائدة أُطلق عليه لقب أول إمام مثلي الجنس في العالم، بالرصاص في جنوب أفريقيا.
وأكدت مؤسسة الغربة التي أسسها هندريكس، وتدير مسجد الغربة في ضاحية وينبرج في كيب تاون، أنه توفي في هجوم مستهدف صباح السبت 15 فبراير 2025.
كان رجل الدين، يدير مسجدًا في كيب تاون، يتخذه ملاذًا آمنًا للمسلمين المثليين وغيرهم من المهمشين، حيث أثار نبأ وفاة هندريكس موجة من الصدمة في مجتمع "الميم عين-LGBTQ+" وخارجه، وتدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم.
وأعلن هندريكس عن مثليته الجنسية في عام 1996، مما صدم المجتمع الإسلامي الأوسع في كيب تاون وأماكن أخرى.
وفي نفس العام، أسس "الدائرة الداخلية - The Inner Circle"، وهي منظمة تقدم الدعم ومساحة آمنة للمسلمين المثليين الذين يسعون إلى التوفيق بين إيمانهم وجنسهم قبل المضي قدما في إنشاء مسجد الغربة الشامل.
كان هندريكس موضوع فيلم وثائقي في عام 2022 بعنوان "الراديكالي-The Radical"، وقال عن التهديدات التي واجهها: "كانت الحاجة إلى أن تكون صادقاً أكبر من الخوف من الموت".
وتحدث هندريكس كثيراً عن أهمية الحوار بين الأديان والحاجة إلى معالجة قضايا الصحة النفسية، والصدمات التي يواجهها أفراد مجتمع الميم-عين، داخل المجتمعات الدينية.
وقال في مؤتمر "إيلغا-Ilga" العالمي في كيب تاون العام الماضي: "من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره العدو".
وقالت الشرطة في بيان "خرج اثنان من المشتبه بهم المجهولين ذوي الوجوه المغطاة من السيارة وبدأوا في إطلاق عدة أعيرة نارية على السيارة".
ودعت جوليا إيرت، المديرة التنفيذية للرابطة الدولية للمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والعابرين جنسياً والجنس البيني، السلطات إلى إجراء تحقيق شامل في "ما نخشى أن يكون جريمة كراهية".
وقالت عن هندريكس إنه دعم وأرشد العديد من الناس في جنوب أفريقيا وحول العالم في رحلتهم للتصالح مع إيمانهم، وكانت حياته شهادة على الشفاء الذي يمكن أن يجلبه التضامن بين المجتمعات في حياة الجميع.
قُتل هندريكس بعد أن أشرف على حفل زفاف للمثليات، على الرغم من عدم تأكيد ذلك رسمياً، وظهرت تفاصيل الهجوم من خلال لقطات أمنية تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتُظهر اللقطات سيارة تتوقف وتمنع السيارة التي كان هندريكس يقودها أثناء ابتعادها عن الرصيف، ووفقاً للشرطة، كان الإمام في المقعد الخلفي.
وتكشف زاوية لقطات كاميرات المراقبة ما حدث من جانب واحد من الطريق - حيث قفز المهاجم من السيارة وركض إلى السيارة التي تعرضت للهجوم وأطلق النار عدة مرات عبر نافذة الراكب الخلفية.
لكن عبد المغيث بيترسن، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ناشد عبر مجموعة واتساب متابعيهم للتحلي بالصبر، مؤكداً على أهمية حماية عائلة هندريكس، حيث تحدى عمل هندريكس التفسيرات التقليدية في الإسلام، ودافع عن إيمان رحيم وشامل.
كان دستور جنوب أفريقيا، الذي تم اعتماده بعد نهاية حكم الأقلية البيضاء في عام 1994، هو الأول في العالم الذي يحمي الناس من التمييز بسبب توجههم الجنسي، وفي عام 2006، أصبحت جنوب أفريقيا أول دولة في أفريقيا تقنن زواج المثليين.
وفي العام نفسه، أسس The Inner Circle، وهي منظمة تقدم الدعم والمساحة الآمنة للمسلمين المثليين الذين يسعون إلى التوفيق بين إيمانهم وجنسهم قبل أن يؤسس مسجد Masjidul Ghurbaah الشامل.
وقال في المؤتمر العالمي للجمعية الدولية للمثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا وخنثويي الجنس في كيب تاون العام الماضي: "من المهم أن نتوقف عن النظر إلى الدين باعتباره عدوا".
