ماذا يحدث في لبنان.. هل تنجح الدولة في وأد فتنة حزب الله؟
اندلعت اشتباكات بين أنصار حزب الله والجيش اللبناني قرب مطار بيروت الدولي اليوم السبت، أثناء تظاهرة نظمها الحزب احتجاجًا على ما يعتبره "تدخلًا إسرائيليًا في البلاد."
ودفع هذا الصدام الجيش اللبناني إلى التدخل، مما يشير إلى تزايد التوتر بين الطرفين، ويعلم حزب الله أن أي مواجهة مع الجيش قد تؤدي إلى تراجع مستمر في موقفه.
كان الجيش اللبناني في السابق يلتزم الصمت تجاه استفزازات أنصار حزب الله، لكن هذه المرة استخدم الغاز المسيل للدموع لفض الاحتجاجات التي كانت بالقرب من المطار، ردًا على محاولة الحزب الاحتجاج ضد منع لبنان لطائرة إيرانية من الهبوط، وقام المحتجون برشق عناصر الجيش بالحجارة.
تشير الأوساط السياسية اللبنانية إلى أن حزب الله كان يسعى لاختبار رد فعل الجيش من خلال هذه الاحتجاجات وأعمال الحرق، بالإضافة إلى استهداف أحد أفراد قوات اليونيفيل، وإذا لم يتخذ الجيش أي إجراء، فإن ذلك قد يسمح للحزب بزعزعة استقرار الوضع الأمني ومنع تدخل الجيش في ملف السلاح في المستقبل.
لبنان بين إرهاب حزب الله وخروقات إسرائيل
بالتزامن مع فتنة حزب الله، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على سيارة في طريق جرجوع - اللويزة في منطقة إقليم التفاح، مما أدى إلى اشتعال السيارة. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد شخصين وإصابة خمسة آخرين، بينهم طفلان، جراء هذه الغارة.
كما تم الإعلان عن مقتل شخص آخر نتيجة انهيار مبنى في بلدة عين قانا، التي تعرضت أيضًا لعدة غارات إسرائيلية في وقت سابق.
وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام، نقلاً عن مصادر ميدانية في بيروت، أن القوات الإسرائيلية أحرقت منازل المدنيين في بلدتي "حولا" و"ميس الجبل" في جنوب لبنان. كما نفذت عملية توغل وتفخيخ في منطقة "السلطاني" جنوب شرقي بلدة "يارون"، وأحرقت منازل في بلدة "كفركلا".
وأضافت المصادر أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارة على حي "العقبة" في بلدة "عيناثا" دون أن يتم تسجيل إصابات.
الدكتور عبد الله نعمة: هناك محاولات لتعطيل الدولة اللبنانية وتخوين الرئيس جوزيف عون
في هذا السياق، قال الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني والخبرة في العلاقات الدولية، إن لبنان على حافة اضطراب أمني وتهديدات للثبات السياسي.
وأوضح عبد الله نعمة في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أن هناك تصعيدًا داخليًا في لبنان نتيجة تصريحات وقرارات حكومية مرتقبة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في عدة مناطق لبنانية وتعطيل عمل الحكومة.
وأكد نعمة أن هناك محاولات لتعطيل الدولة من خلال اتهام الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بالخيانة، بالإضافة إلى التشكيك في قدرة الجيش اللبناني على حماية البلاد، مضيفًا أن حزب الله لم يعد قادرًا على مواجهة العدو الإسرائيلي في الجنوب، بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وأشار إلى أن الحزب انسحب من سوريا بعدما فشلت قواته في مواجهة المعارضة هناك، وأكد أن الحزب يخطط للاستمرار في داخل لبنان لزعزعة استقراره، وفي ليلة ذكرى استشهاد رفيق الحريري، يحاول أنصار حزب الله إرسال رسالة تهديد لأهل بيروت.
كما أضاف نعمة أن المحور الإيراني والنظام السوري السابق هما من يعوقان قيام دولة لبنانية حقيقية، مشيرًا إلى أن المقاومة قد تحولت إلى دويلة داخل لبنان، داعيًا أنصار حزب الله للعودة إلى الوطنية اللبنانية قبل فوات الأوان، مؤكدًا أن لبنان سيقوم من خلال وحدة جميع أبنائه.
وفي ختام حديثه، أكد نعمة أن الاعتداء على قوات اليونيفيل هو رسالة للحكومة اللبنانية لرفض وجود قوات الأمم المتحدة على الحدود اللبنانية السورية، في محاولة لحماية الحدود من عصابات التهريب والمخدرات المرتبطة بحزب الله، مشيرًا إلى أن لبنان قد يصبح تحت البند السابع بعد وقوع الاشتباكات بين الجيش اللبناني وعناصر حزب الله.
