أول قاعدة بحرية روسية في أفريقيا.. موسكو تنضم إلى الولايات المتحدة والصين

تنضم روسيا قريبًا إلى صفوف الولايات المتحدة والصين من خلال إقامة أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا وستمنح هذه القاعدة روسيا داخل السودان، حضورًا بحريًا في الممرات المائية ذات الأهمية الاستراتيجية في العالم البحر الأحمر والمحيط الهندي.
يقع السودان عند تقاطع حيوي، حيث يحده مصر وليبيا في شمال أفريقيا، وإثيوبيا وإريتريا في منطقة القرن الأفريقي، وجنوب السودان في شرق أفريقيا، وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى في وسط أفريقيا.

ويشكل البحر الأحمر أهمية استراتيجية حيث يمر عبره 12% من التجارة العالمية، فضلاً عن وجود قناة السويس في نهايته الشمالية.
إن القاعدة في السودان ستساعد روسيا على تعويض خسارة قاعدتها البحرية في طرطوس بسوريا. وفي ظل عدم الاستقرار في سوريا، فإن وجود قاعدة مستقرة في السودان يضمن لروسيا الحفاظ على موطئ قدم استراتيجي في المنطقة.

وأكد وزير الخارجية السوداني، خطة المضي قدما بعد سنوات من التأخير، وجاء الإعلان خلال زيارة الوزير إلى موسكو، حيث التقى نظيره الروسي سيرجي لافروف، وبعد اجتماعهما، قال شريف إن البلدين "متفقان تماما" على إنشاء قاعدة روسية، "ولا توجد عقبات".
كان الرئيس السوداني عمر البشير قد اقترح هذا الاقتراح لأول مرة في عام 2017 خلال رحلة إلى سوتشي، وتم الانتهاء من صفقة في عام 2020 سمحت لروسيا بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن حربية بحرية، بما في ذلك تلك التي تعمل بالطاقة النووية، في السودان لمدة 25 عامًا.
وأكد مشروع الاتفاق الذي قدمته روسيا في عام 2020 أن القاعدة اللوجستية للبحرية الروسية في السودان دفاعية وتهدف إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وذكر المشروع أن القاعدة "دفاعية وليست موجهة ضد دول أخرى.

يمكن استخدام القاعدة اللوجستية البحرية لإصلاح السفن الحربية الروسية وتجديد إمدادات سفنها الحربية، ومن المتوقع أن تشمل القاعدة اللوجستية للبحرية الروسية في السودان المناطق الساحلية والمائية ومناطق الرسو.
ظلت الصفقة معلقة بسبب الخلافات بين الجانبين حول شروط وأحكام الصفقة. ثم اندلعت الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية وألقت بمفتاح الفشل في خطة روسيا لترسيخ وجودها العسكري في المنطقة.
ودعمت مجموعة فاغنر المدعومة من روسيا القوات شبه العسكرية، في حين دعم الكرملين الجيش السوداني. ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، كانت روسيا مسؤولة عن حوالي 87 في المائة من تسليح البلاد.
وفي أبريل 2024، زار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف السودان وتعهد بتقديم دعم غير محدود لجيشه، كما دعمت روسيا السودان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث استخدمت حق النقض ضد قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وبالمقارنة مع غريمتها اللدودة، لا تمتلك روسيا الكثير من القواعد العسكرية في الخارج، فالولايات المتحدة لديها أكثر من 700 منشأة عسكرية خارج حدودها، في حين تمتلك روسيا أقل من 20 منشأة من هذا النوع.