هل يجوز للزوج التجسس على هاتف زوجته.. الإفتاء توضح

هل يجوز للزوج التجسس على هاتف زوجته، كشف الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم تجسس الزوج على زوجته، قائلًا إن التجسس حرام وورد عنه النهي في كتاب الله، وذلك في قوله تعالى في الآية 12 من سورة الحجرات: «وَلا تَجَسَّسُوا».
هل يجوز للزوج التجسس على هاتف زوجته
وخلال استضافته ببرنامج «فتاوى الناس» المُذاع عبر قناة «الناس»، أضاف فخر أنه لا يجوز للزوج أو الزوجة التجسس على بعضهما البعض من خلال هواتفهم الشخصية، إذ إنه يجب الاستئذان قبل استخدام الهاتف الشخصي حتى لو كان هذا الأمر بين الزوجين، مُضيفًا أن استخدام الزوج أو الزوجة الهاتف الشخصي للطرف الآخر وقراءة الرسائل والاطلاع على الخصوصيات حرام شرعًا.

هل يجوز للزوج التجسس على هاتف زوجته
وذكر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه حتى بين الأزواج هناك خصوصية، فعلى سبيل المثال قد يكون الزوج يُساعد شقيقه المحتاج دون علم زوجته للحفاظ على صورة شقيقه أمام الآخرين، فإذا تجسست الزوجة واطلعت على مثل هذه الأسرار، فهذا لا يجوز شرعًا، وكذلك بالنسبة للزوج لا يجوز له الاطلاع خصوصيات زوجته مع أهلها، لذلك التجسس منهي عنه لأن احترام الخصوصية يُحافظ على الخصوصية التي تحفظ الإنسانية.
وتابع أن شكوك الزوج أو الزوجة في الطرف الآخر لا تسمح لهم أيضًا بالتجسس على بعضهما البعض.

هل يجوز للزوج التجسس على هاتف زوجته
وفي سياق منفصل، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تجسس أحد الزوجين على الآخر أو تتبع عوراته يُعتبر أمرًا محرمًا شرعًا، مؤكدة أنه من الواجب على كل من الزوجين احترام حقوق الآخر، وحسن الظن به، والتعاون على البر والتقوى، وفي حالة وجود شكوك في النفس، ينبغي على الزوج أو الزوجة مصارحة الآخر بنية الإصلاح والنصح، مع التذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمرنا بها الله تعالى.
وكانت دار الإفتاء قد أشارت في فتوى سابقة إلى أنه من الصعب تفصيل حقوق كل من الزوجين تجاه الآخر بشكل دقيق، بسبب تنوع هذه الحقوق واختلافها مع مرور الزمن، إذ تشمل كافة جوانب الحياة المختلفة.
وقد فصَّل القرآن الكريم بعضًا من هذه الحقوق، وأضافت الأحاديث النبوية بعض الحقوق الأخرى وقال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228]، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: "إن لكم من نسائكم حقًّا، وإن لنسائكم عليكم حقًّا" (رواه ابن ماجه).

وأوضحت دار الإفتاء أن الله قد قرر للرجال درجة على النساء، (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النساء: 34]، وهي درجة القوامة، التي تُشير إلى مسؤولية الرجل في بعض شؤون الحياة الزوجية، لكنها لا تعني التفوق أو المساس بالمساواة بين الزوجين، فالدرجة التي ذكرها القرآن تتطلب تنظيم العلاقة بين الزوجين لضمان النظام وعدم الفوضى.
وفي الختام، أكدت دار الإفتاء أن القاعدة العامة التي تحكم حقوق الزوجين هي "الإحسان في المعاملة وتجنب المضارة".