السودان يعلن نجاح الجيش في السيطرة على البلاد ويخطط لتشكيل حكومة جديدة| صور

استعاد الجيش السوداني السيطرة على مناطق في البلاد، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الأسابيع الأخيرة، ودعا الجيش السوداني إلى تقديم الدعم الدبلوماسي للحكومة الجديدة التي يقول إنه يريد تشكيلها بعد استعادة العاصمة الخرطوم من القوات المتنافسة.
وقال رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إنه سيشكل حكومة "تكنوقراطية" في زمن الحرب مع رئيس وزراء، مؤكدًا أنه لن تكون هناك مفاوضات مع قوات الدعم السريع.
وأكد البرهان، إنه سيكون هناك دستور جديد قبل تشكيل الحكومة الانتقالية، مضيفًا أنه يمكننا أن نسميها حكومة تصريف أعمال، أو حكومة حرب، لكنها حكومة ستساعدنا في استكمال ما تبقى من أهدافنا العسكرية، وهي تحرير السودان من هؤلاء المتمردين.
ودعا وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، مجلس السلم والأمن الإفريقي التابع للاتحاد الأفريقي إلى إعادة النظر في تقييم الأوضاع بالسودان ورفع تجميد عضويته في المنظمة القارية.

ووجّه الوزير السوداني رسالة خطية إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس السلم والأمن الإفريقي، قبيل ساعات من انطلاق اجتماعات المجلس المزمع عقدها غدًا الجمعة في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية، إن رسالة الوزير دعت مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى إعادة النظر في تقييم الأوضاع في السودان على ضوء المستجدات الأخيرة وضرورة عودة السودان إلى مكانه الطبيعي في المنظمة القارية.
ودعا بيان لوزارة الخارجية السودانية "المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، إلى دعم خارطة الطريق التي قدمتها الدولة كإجماع وطني لإرساء السلام والاستقرار واستكمال مهام الفترة الانتقالية.
اندلعت الحرب المستمرة، التي قُتل فيها عشرات الآلاف، في أبريل 2023 بعد خلاف بين الفريق أول البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بشأن الشكل المستقبلي للحكومة، وأدى الصراع إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا لوكالات الإغاثة الدولية.

واتهمت القوات المسلحة، قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع جسيمة ضد المدنيين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادتهما، بالإضافة إلى ذلك، اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في منطقة دارفور.
وفي الأسابيع الأخيرة، حقق الجيش انتصارات كبيرة ضد قوات الدعم السريع في العاصمة وولاية الجزيرة، حيث انسحبت القوات شبه العسكرية من هذه المناطق بعد أن تغلبت عليها القوة الجوية الموسعة للجيش السوداني، فضلًا عن الدعم البري من الميليشيات المتحالفة معها.

وكان الاتحاد الإفريقي قرر تجميد عضوية السودان في المنظمة القارية في 27 أكتوبر 2021، بعد يومين من حل الحكومة المدنية التي تشكلت بموجب اتفاق بين الجيش والقوى السياسية التي قادت الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وأشار البيان إلى أن الرسالة تناولت كذلك خارطة الطريق التي أعلنها رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، بعد مشاورات واسعة مع القوى السياسية والمجتمعية، موضحًا أن الرسالة قدّمت أيضًا شرحًا وافيًا لتطورات الأوضاع في السودان.

وأضاف البيان، أن قوات الدعم السريع المحلولة، تمردت ونفّذت محاولة انقلابية دموية، ثم شنّت حربًا شاملة على الشعب السوداني ودولته الوطنية، مسنودةً بقوى إقليمية لا تريد خيرًا للقارة، حيث زوّدت الميليشيا بأحدث الأسلحة وجنّدت لها المرتزقة من كل أنحاء العالم، حتى فاق عددهم 200 ألف.
ويخوض الجانبان قتالا منذ ما يقرب من عامين، وهو الصراع الذي أجبر 12 مليون شخص على النزوح من منازلهم وترك العديد منهم يتضورون جوعًا.