دراسة بريطانية: إصابة 50% من الرجال بالعقم نصفهم خلال 50 عاما بسبب التدخين

يؤثر العقم على واحد من كل سبعة أزواج، ولكن في حين يُفترض عادة أن العقم مشكلة تخص المرأة، فإن 50% من الحالات يرجع السبب في الواقع إلى الرجل، وهو رقم يُستشهد به على نطاق واسع في الدراسات والمبادئ التوجيهية.

ويرجع هذا المفهوم الخاطئ إلى "الافتقار إلى التعليم بشأن خصوبة الذكور، ولأن النساء أكثر انسجاماً مع بيولوجيتهن الإنجابية من الرجال"، كما يقول آلان بيسي، أستاذ علم الذكورة في جامعة مانشستر.

تشمل الأسباب الرئيسية لعقم الذكور الاضطرابات الهرمونية؛ وعوامل نمط الحياة مثل التدخين وشرب الكحول؛ والإصابة السابقة أو تلف الخصيتين؛ والسرطانات السابقة؛ وانسداد الجهاز التناسلي الذكري، والإصابة بدوالي الخصية والأسباب الوراثية.

ويعتقد أن جودة الحيوانات المنوية انخفضت بنسبة 50% خلال الخمسين إلى السبعين عاماً الماضية، بسبب التعرض للمواد الكيميائية الصناعية مثل المبيدات الحشرية، كما يقول البروفيسور سوكس مينهاس، استشاري أمراض الذكورة في مؤسسة إمبريال كوليدج للرعاية الصحية في لندن.

ويرتبط العقم عند الرجال بانخفاض متوسط ​​العمر المتوقع وزيادة خطر الإصابة بسرطان الخصية وأمراض القلب. ومع ذلك، يقول البروفيسور بيسي إن أسباب العقم عند الرجال لا تخضع عادة لمزيد من البحث.

وتتضمن اختبارات الخصوبة الأولية القياسية للرجال فحص عدد ونوعية الحيوانات المنوية في عينة السائل المنوي، بينما تخضع النساء لفحوصات الدم للتحقق من مستويات الهرمونات، بما في ذلك هرمون تحفيز الجريبات (FSH).

وقياس هرمون الملوتن (LH)، وهرمون مضاد المولير (AMH) - وهذا يشير إلى عدد البويضات المتبقية لدى المرأة، وقد تخضع النساء أيضًا لفحص بالموجات فوق الصوتية لفحص المبايض والرحم.

ولكن أحد الأسباب الرئيسية هو بدء تكوين الأسرة في وقت متأخر من الحياة مع انخفاض خصوبة الرجال أيضًا - حيث يرتفع متوسط ​​​​عمر الآباء وهو الآن أعلى مستوى على الإطلاق، 33.8 عامًا في عام 2023 - وهذا يؤدي إلى ارتفاع في العقم عند الذكور.

في حوالي 40% من حالات العقم عند الرجال، ويرتفع معدل النجاح إلى حوالي 70% بعد ثلاث دورات، لكن الخبراء يحذرون من عدم استبعاد العقم الذكوري، أو نسيانه بمجرد ولادة الطفل الذي طال انتظاره، لأنه إشارة مهمة إلى مشاكل صحية أخرى.

وتضيف بيبا سانجستر، استشارية جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم الذكوري في مستشفيات جامعة كلية لندن التابعة لمؤسسة الخدمات الصحية الوطنية: "طالما أن هناك بعض الحيوانات المنوية في القذف، يتم تجاهل أسباب العقم عند الذكور بشكل أساسي".

ويضيف مينهاس، أنه من الناحية المثالية، يجب على الرجل الذي أجرى تحليل السائل المنوي غير الطبيعي أن يقوم بفحص خصيتيه (لاستبعاد السرطان)، إلى جانب إجراء اختبارات الهرمونات وتقديم النصائح حول كيفية تحسين نمط حياته.

ويوضح البروفيسور مينهاس أن 30% من الرجال يعاني من مشاكل الخصوبة من انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وهذا الهرمون مهم لصحة القلب والأوعية الدموية وكذلك لإنتاج الحيوانات المنوية.

البروفيسور مينهاس: انخفاض هرمون التستوستيرون يزيد من أمراض القلب

ويشير البروفيسور مينهاس أن انخفاض هرمون التستوستيرون، يرتبط بتراكم الدهون حول البطن، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وفي المقابل، يُعتقد أن هذه الدهون تؤدي أيضًا إلى حدوث تغيرات هرمونية تعيق إنتاج الحيوانات المنوية.

ويضيف مينهاس أن السمنة تؤدي إلى إتلاف الحمض النووي للحيوانات المنوية، وبسبب زيادة الدهون حول كيس الصفن إلى توليد الحرارة، مما يرفع درجة حرارة الخصيتين، حيث يتم إنتاج الحيوانات المنوية، التي تحتاج إلى درجات حرارة أكثر برودة.

وتقول أليخاندرا لوزادا أندرادي، المعالجة النفسية في لندن: "إن تأثير العقم على الصحة العقلية للرجل هائل، وكثيرًا لا يطلب الرجال الدعم أو يؤخرون الوصول إليه، وهو ما قد يجعل التغلب على مشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب أكثر صعوبة".

وهناك خطوات لتحسين حيواناته المنوية، بما في ذلك فقدان الوزن، وتقليل تناول الكافيين، وتجنب الكحول - والحمامات الساخنة - وتناول المكملات الغذائية، التي تهدف إلى تعزيز العقم عند الذكور.