تصريحات نتنياهو ضد السعودية .. ماذا قال؟

تصريحات نتنياهو ضد السعودية .. أثارت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن اقتراح إقامة دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية جدلًا واسعًا في الأوساط العربية والدولية، حيث قال نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، إن السعودية تمتلك من الأراضي ما يكفي لإقامة دولة فلسطينية، مستشهدًا بالأراضي الواسعة التي تحتفظ بها المملكة.
نتنياهو: نرفض أي اتفاق يشمل إقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع
وفي حديثه عن التفاوض مع السعودية، قال نتنياهو إنه لن يتوصل إلى اتفاق يمس أمن إسرائيل، في إشارة إلى رفضه لأي اتفاق يشمل إقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع، وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من قبل العديد من الدول العربية، بما في ذلك رد فعل السعودية القوي.
ومن جانبه، أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن تصريحات نتنياهو جزء من ضغوط أمريكية على السعودية، وتهدف إلى تحويل الانتباه عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، خصوصًا في غزة.
وأضاف حسن أن هذه التصريحات تتزامن مع تحركات الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك فكرة إعادة إعمار غزة وترحيل السكان الفلسطينيين منها، إلى جانب الدفع نحو استئناف تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، وخاصة المملكة العربية السعودية.


السعودية ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا حادًا رافضة تصريحات نتنياهو، حيث أكدت المملكة على موقفها الثابت برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددة على أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة.
وأوضح البيان أن إسرائيل لا تفهم ارتباط الشعب الفلسطيني التاريخي والأخلاقي بالقضية الفلسطينية، محملًا الاحتلال مسؤولية معاناتهم المستمرة، بما في ذلك التدمير الممنهج لقطاع غزة والذي أدى إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال.
وشددت وزارة الخارجية السعودية على أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة لن يتغير، وأن الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة هو حل الدولتين، كما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة.
الدول العربية ترفض تصريحات نتنياهو وتؤكد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية
كما ردت الأردن من خلال وزارة الخارجية التي أدانت تصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها تمثل دعوات عدوانية تحريضية، مشددة على أن السيادة الفلسطينية على أراضيها هي أمر ثابت لا يمكن المساس به، مضيفه أن هذا التصريح يشكل خرقًا سافرًا للقانون الدولي، مطالبًا المجتمع الدولي بالتنديد بهذه التصريحات التي تقوض جهود السلام وتؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
كما أدانت الحكومة المصرية تصريحات نتنياهو، معتبرة أن ما جاء فيها هو تجاوز دبلوماسي وتحريض على تأجيج النزاع، كما أكدت أن مصر لن تسمح بالمساس بسيادة المملكة العربية السعودية، مشددة على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهة أخرى، صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأن تصريحات نتنياهو تمثل انفصالًا تامًا عن الواقع، مؤكدًا أن أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية خارج حدود الأراضي المحتلة عام 1967 هو مجرد أوهام، مشددًا على أن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العودة إلى المنطق الصحيح والقبول بمبدأ حل الدولتين.
وفي ذات السياق، استنكرت كل من العراق والبحرين هذه التصريحات، معتبرة أنها انتهاك صارخ للسيادة السعودية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتتنافى مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودعت هذه الدول إلى ضرورة إدانة هذه التصريحات على المستوى الدولي، ورفض أي مساعٍ تهدف إلى إضاعة حقوق الشعب الفلسطيني.
وتزامنًا مع هذه التطورات، يواصل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، طرح اقتراحات مثيرة للجدل بشأن مستقبل قطاع غزة، من بينها نقل سكان القطاع إلى مصر والأردن، وهي فكرة لاقت رفضًا قاطعًا من قبل الحكومتين المصرية والأردنية، اللتين شددتا على أن الفلسطينيين ليسوا مهاجرين غير شرعيين ليتم ترحيلهم، وأن أراضيهم هي حق ثابت لهم.