دعاء ليلة النصف من شعبان.. اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف
تحظى ليلة النصف من شعبان بمكانة خاصة بين المسلمين، حيث تُعد من الليالي المباركة التي يُستحب إحياؤها بالصلاة والدعاء والذكر، وورد في فضل هذه الليلة أن الله سبحانه وتعالى يفتح فيها أبواب الخير والرحمة لعباده، فيغفر لهم ويرزقهم ويحقق لهم أمانيهم، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة».
إحياء ليلة النصف من شعبان
حثّ الشرع الإسلامي على إحياء هذه الليلة من خلال القيام بالأعمال الصالحة مثل الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والاستغفار، وصيام يومها، طلبًا للمغفرة والرحمة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» (رواه ابن ماجه).
كما أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هذه الليلة فرصة عظيمة للحصول على مغفرة الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» (أخرجه أحمد)، ولذلك يُنصح المسلمين بالابتعاد عن الضغائن والتسامح فيما بينهم لنيل المغفرة.
أدعية مستحبة في ليلة النصف من شعبان
الدعاء من أفضل الأعمال التي يُمكن أن يتقرب بها العبد إلى الله، وقد وردت العديد من الأدعية التي يمكن ترديدها في هذه الليلة المباركة، ومنها:
- اللهم في ليلة النصف من شعبان أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك أن أُغتال من تحتي.
- اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف، وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى.
- اللهم يا ذا المن ولا يُمنّ عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين.
- اللهم إن كنتَ كتبتني عندك في أمّ الكتاب شقيًّا أو محرومًا أو مطرودًا أو مقترًا عليّ في الرزق، فامحُ اللهم بشقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، وأثبتني عندك سعيدًا مرزوقًا موفقًا للخيرات.
- إلهي بالتجلّي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، التي يُفرق فيها كل أمر حكيم ويُبرم، أن تكشف عنّا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.
هل الدعاء في ليلة النصف من شعبان مستجاب؟
يعتقد الكثير من المسلمين أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة يستجيب الله فيها الدعوات، وهو ما يستند إلى العديد من الأحاديث النبوية، ومنها ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: «اللهم رب داود اغفر لمن دعاك في هذه الليلة ولمن استغفرك فيها».
فضل صيام يوم النصف من شعبان
يُستحب صيام يوم النصف من شعبان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شهر شعبان، وعندما سُئل عن ذلك قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم» (رواه النسائي).
ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للعبادة والدعاء والتقرب إلى الله، وهي ليلة تتنزل فيها الرحمة والمغفرة، لذا يُستحب إحياؤها بالصلاة والاستغفار وصيام يومها، وطلب الرحمة والمغفرة من الله، فليكن لنا فيها نصيبٌ من الدعاء والتضرع، لعلّ الله يكتب لنا فيها الخير والبركة.