تحطم طائرة صينية باكستانية ومقتل الطيار خلال التدريب في زيمبابوي
قُتل طيار متدرب عسكري عندما تحطمت طائرة تدريب نفاثة من طراز كاراكوروم-8 (K-8)، وهي طائرة تم تطويرها بشكل مشترك بين الصين وباكستان، أثناء مهمة تدريب ملاحية فردية.
حيث تم تدمير الطائرة، المستخدمة على نطاق واسع للتدريب المتقدم للطيارين، بالكامل عند الاصطدام، حيث وكان موقع الحادث يقع على بعد نحو خمسة كيلومترات شرق غينيا فاول.
وأكدت السلطات عدم وقوع إصابات بين المدنيين أو أضرار بالممتلكات، وسلط الحادث الضوء مرة أخرى على سجل السلامة لـ طائرة التدريب K-8، التي شهدت حوادث متعددة في السنوات الأخيرة عبر مختلف القوات الجوية.
وقع الحادث في مدينة جويرو في زيمبابوي، وأودى بحياة الملازم الجوي نيسبرت تامبودزا، الذي كان في المراحل النهائية من تدريبه على الطيران النفاث في السرب رقم 2، المتمركز في قاعدة جوشيا تونجاميراي الجوية.
وأعرب الجنرال فيليب فاليريو سيباندا، قائد قوات الدفاع في زيمبابوي، عن تعازيه ووصف تامبودزا بأنه ضابط شاب واعد، مضيفًا "نيابة عن ضباط ورجال ونساء قوات الدفاع في زيمبابوي، أتقدم بأحر التعازي لأسرته وأصدقائه وزملائه. هذه خسارة مدمرة ليس فقط لأحبائه ولكن للقوات الجوية بأكملها والأمة".
وتم تشكيل لجنة تحقيق لتحديد سبب الحادث، حيث أكد المسؤولون على الحاجة إلى إجراء تحقيق شامل، وفي هذه الأثناء، قالت الخدمة إن الترتيبات الخاصة بموكب الجنازة والدفن سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
ويأتي حادث تحطم طائرة كيه-8 الأخيرة بعد أسابيع فقط من وقوع حادث مماثل في باكستان، حيث قُتل قائد السرب أحمد ميان من القوات الجوية الباكستانية عندما سقطت طائرته التدريبية أثناء مهمة تشغيلية روتينية بالقرب من ريسالبور.
كما توفى الملازم الجوي تامبودزا ضمن سلسلة من الحوادث التي تعرضت لها طائرات القوات الجوية في زيمبابوي، وفي سبتمبر 2024، تحطمت مروحية استخدمها الرئيس الزيمبابوي إيمرسون منانجاجوا بعد وقت قصير من إقلاعها، ولم يكن الرئيس على متنها ونجا أفراد الطاقم.
كاراكوروم-8 (K-8) هي طائرة تدريب، ذات محرك واحد وطائرة هجومية خفيفة تم تطويرها بشكل مشترك من قبل شركة هونغدو لصناعة الطيران الصينية (HAIC) والمجمع الجوي الباكستاني (PAC).
كما طورت الصين أيضًا نسخة محلية من الطائرة، تُعرف باسم جياوليان-8 (JL-8)، والتي تم إدخالها إلى القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي (PLAAF) لتحل محل طائرات التدريب JJ-5 القديمة.
يعود تاريخ التعاون بين باكستان والصين في مشروع K-8 إلى عام 1986، عندما وافقت الدولتان على تطوير الطائرة بشكل مشترك، حيث ساهمت باكستان بنسبة 25% من التمويل.
بدأت مرحلة التطوير في عام 1987. في البداية، كانت هناك خطط لدمج التكنولوجيا الأمريكية، مثل محرك توربوفان غاريت وأجهزة الطيران كولينز.
وتم تطوير الطائرة الباكستانية K-8P، التي تمتاز بمقصورة قيادة زجاجية حديثة، لتكون بمثابة طائرة محاكاة متكاملة لاختبار الطيران (IFTSA) تستخدم لاختبار التصاميم قبل بناء النماذج الأولية.
وتُستخدم الطائرة في الخدمة لدى العديد من القوات الجوية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين ومصر وباكستان وزيمبابوي وسريلانكا، وساهمت قدرتها على تحمل التكاليف وسهولة صيانتها وقدرتها على التكيف مع الأدوار التدريبية والقتال الخفيف في انتشار استخدامها على نطاق واسع.
