باحثة سياسية لـ الأيام المصرية: نتخوف من احتمالية انتهاك إسرائيل لصفقة غزة
قالت الدكتورة كاترين فرج الله الكاتبة والباحثة السياسية، إن جهود مصر الرامية في حل الأزمة الفلسطينية متواصلة منذ قديم الأزل، حيث تنبع الجهود المصرية من خلال دورها المحوري تجاه المنطقة بأكملها ولا سيما القضية الفلسطينية.
وأضافت الدكتورة كاترين فرج الله في تصريحات خاصة لموقع الأيام المصرية أن القضية الفلسطينية نالت اهتمامًا كبيرًا مصر على مدار التاريخ ولا سيما في الفترة الحالية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014، حيث كانت له الجهود الحثيثة من أجل حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأشارت فرج الله إلى أن الدور المصري لم يقف عند هذا الحد بل قامت مصر بجهود الوساطة بين حركتي فتح وحماس أكثر من مرة من أجل تقريب وجهة النظر بينهما وترتيب البيت الفلسطيني.
وتابعت، أنه منذ بدء حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت مصر لها الدور في دعم غزة وإرسال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة واستضافة العديد من المؤتمرات بدءًا من مؤتمر القاهرة للسلام في سبيل حل الأزمة وإنهاء الحرب.
الدكتورة كاترين فرج الله: مصر استمرت في سياستها المعهودة للضغط على المجتمع الدولي لإنهاء العدوان
وأردفت، أن مصر استمرت في سياستها المعهودة للضغط على المجتمع الدولي لإنهاء العدوان وإرسال المساعدات الإنسانية، فضلًا عن جهود الدبلوماسية المصرية لإجراء زيارات من دول العالم واستقبال رؤساء الدول في سبيل حل الأزمة الفلسطينية، بجانب فتح معبر رفح ودورها في إجراء صفقة تبادل الأسرى والتي بذلت فيها جهودًا غير عادية لوقف إطلاق النار في غزة الذي نراه الآن.
وأكدت الباحثة السياسية أن مصر بذلت الجهود مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية لإتمام هذه الصفقة لكن هناك تخوفات من انتهاكات إسرائيلية لهذه الصفقة، فبرغم كل هذه الجهود خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليقترح بتهجير الفلسطينيين، وهذا المقترح مرفوض منذ بداية الأزمة من جميع الدول العربية وعلى رأسها مصر لأنها لا تقبل تصفية القضية الفلسطينية بل تبذل الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية.
وأضافت، أن الشعب المصري يرفض تهجير الفلسطينيين على حساب مصر وهذا ما يدل على وعي المصريين لمساندة القيادة السياسية، فما زالت مصر تبذل الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية التي هي السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.
وأشارت إلى أن هناك دعمًا غير مسبوقًا من الأفارقة وأيضًا الدول العربية والخليجية وعلى رأسها السعودية التي اشترطت إقامة الدولة الفلسطينية مقابل التطبيع مع إسرائيل.
وأعربت عن أملها أن يكون رد السعودية في كافة الدول، فإذا تغير موقف الإدارة الأمريكية ودعم إسرائيل بتوسيع جغرافيا إسرائيل التي وصفها ترامب بأنها صغيرة فإنه يشجع الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة العدوان على دول الجوار، وهو ما حدث بالاستيلاء على جنوب سوريا وإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان وعزم إنشاء مستوطنات على شمال غزة، مؤكدةً أن كلمة منطقة عازلة هي تمويه لضم المناطق العربية لإسرائيل.
وأشارت إلى أن الرئيس السيسي أكد على أن الأمن القومي المصري خط أحمر، ولذلك يجب الوقوف خلف القيادة السياسية للحفاظ على الأمن القومي المصري، حيث إن مصر بذلت الكثير من أجل القضية الفلسطينية لم تبذل بها دولة أخرى من فتح المعابر والعمل على إقامة مخيمات في مخيم خان يونس والمستشفيات المصرية.
وطالبت الدكتورة كاترين فرج الله بألا يقوم المجتمع الدولي بتقويض جهود مصر بل تكون هناك يد العون من استقرار الدول، لا سيما أن الرئيس السيسي له الدور الدؤوب في الحفاظ على سيادة مصر وعلى الأمن العربي الذي هو شغل الشاغل للرئيس.