لغات الأقليات في العالم تموت يوميًا.. أستاذ جامعي: اللغات الأجنبية أصبحت مهيمنة بالمجتمعات
قال الدكتور حسين محمود، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر، إن الأقليات اللغوية هي ظاهرة خاصة تعني أن الفرد يتحدث لغة تختلف عن اللغة الرسمية في البلد الذي يعيش فيه، موضحا أنه في بريطانيا، على سبيل المثال، هناك حوالي 10 لغات أقلية.
وأشار حسين محمود إلى أن اللغات الأقلية في العالم، وتحديدًا في إيطاليا، تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الروح الثقافية والحفاظ على التراث والهوية، لافتا إلى المخاطر التي تواجه لغات الأقليات، موضحًا أن هذه اللغات تضعف عندما لا يتم نقلها من جيل إلى آخر، مما يؤدي إلى اختفائها بسبب قلة استخدامها.
حسين : لغات الأقليات تختفي يوميًا في مختلف أنحاء العالم
وأضاف حسين أن الدراسات تظهر أن لغات الأقليات تختفي يوميًا في مختلف أنحاء العالم بسبب قلة استخدامها سواء في التعليم أو في الحياة اليومية، أو بسبب عدم تداولها بين الأجيال.
وأكد أن الاستعمار والعولمة ساهموا في تراجع هذه اللغات لصالح اللغات الأجنبية المهيمنة، مشيرًا إلى أن مصر تضم 10 لغات أقلية، من أبرزها اللغة النوبية.
من جانبه، تحدث الدكتور سيد رشاد عن التنوع اللغوي في القارة الأفريقية، حيث تضم 55 دولة تتحدث لغات متعددة، بعضها معروف وبعضها غير معروف، موضحا أن أفريقيا تحتوي على ثلث لغات العالم، مشيرًا إلى أن السودان يحتفظ بحوالي 140 لغة، وتنزانيا تحتوي على 128 لغة.
وأشار إلى أن الاستعمار ساهم في محو اللغات الأصلية في العديد من الدول الأفريقية وفرض لغات أخرى في التعليم والدستور، مما جعل هذه اللغات تصبح أقلية ثم تختفي تدريجيًا.
كما تحدث الدكتور محمد الجبالي عن وضع اللغات في روسيا، حيث تم انقراض 150 لغة، ويوجد حاليًا حوالي 172 لغة تُستخدم في البلاد. وأوضح أن الحكومة الروسية قد وضعت قوانين لحماية 133 لغة من اللغات الأقلية.
وأضاف أن الحكومة تعمل على دعم هذه اللغات وتوفير قوانين لحمايتها، بهدف تعزيز التسامح ومنع حدوث صراعات داخلية، مشيرًا إلى أن العديد من اللغات الأقلية في روسيا تواجه تآكلًا بسبب الأسباب الاقتصادية، مما يؤدي إلى انخفاض أعداد المتحدثين بها لصالح اللغة الروسية الأم.
جاء ذلك في سياق ندوة "لغات الأقليات وهيمنة اللغات الأجنبية" التي نظمت في اليوم السابع من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، التي تُعقد بمركز المعارض بالتجمع الخامس.
وشهدت الندوة حضور د. رشا كمال، وكيل كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر، ود. سيد رشاد، أستاذ مساعد بقسم اللغات الأفريقية بجامعة القاهرة، ود. عمر عبد الفتاح، أستاذ بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، ود. محمد الجبالي، عميد كلية الألسن بجامعة الأقصر السابق، والمستشار الثقافي المصري في موسكو سابقًا. ويدير الندوة د. حسين محمود، عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة بدر.