من هو محمد الطوس ولماذا لقب بـ الشهيد الحي؟.. أقدم أسير فلسطيني
محمد الطوس.. يترقب الفلسطينيون، اليوم السبت، إطلاق سراح محمد الطوس الذي هو أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، وذلك في إطار الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، بعد ما يقارب 40 عامًا من الأسر في السجون الإسرائيلية.
وانطلقت مسيرة محمد الطوس في المقاومة منذ سن مبكرة، حيث شارك في فعاليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وواجه أشكالًا متعددة من التنكيل.
من هو محمد الطوس ولماذا لقب بـ الشهيد الحي
ولقبه الاحتلال بـ الشهيد الحي بعد أن استهدفه مع مجموعة من رفاقه في كمين، فاستشهد جميعهم بينما أصيب محمد الطوس بعدة رصاصات، وتعرض للاعتقال رغم إصابته الخطيرة، وكان أهله يظنون أنه قد استشهد، ليتفاجأوا بعد شهور أنه لا يزال على قيد الحياة في سجون الاحتلال.
ويعد البطل الفلسطيني محمد الطوس من مواليد عام 1956 في بلدة الجبعة جنوب بيت لحم، وهي قرية تعود تاريخيًا إلى أكثر من 1800 سنة. تلقى تعليمه في مدارس المنطقة، واضطر مع عائلته للهجرة إلى الأردن بعد نكسة 1967، قبل أن يعودوا بعدها بفترة قصيرة، وفي عام 1970، انضم لحركة فتح وشارك في عدة عمليات مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني .
مشوار محمد الطوس في مقاومة الاحتلال وتجارب الاعتقال
وقام محمد الطوس مع مجموعته بتنفيذ عددًا من العمليات الفدائية، كان أبرزها عمليات في منطقة بيت لحم وطريق الخضر، إلى جانب استهداف مصانع للاحتلال في مستوطنة بيت شيمش بين عامي 1983 و1985، وكان قد تعرض للاعتقال مرات عديدة، حيث دخل سجون الاحتلال منذ أن كان في الرابعة عشرة من عمره.
كما تعرض محمد الطوس لعملية استهداف من قبل الاحتلال في عام 1985، ما أدت إلى استشهاد رفاقه وإصابته بجروح خطيرة، إلا أنه نجا من الموت واعتقل وهو في حالة حرجة، تم تعذيبه قاسيًا أثناء التحقيقات، واستمر في معاناته في السجون.
وعلى الرغم من المعاناة الشديدة، رفض الطوس الاعتراف بأي محكمة إسرائيلية، وواجه حكمًا بالسجن المؤبد عدة مرات، فضلًا عن مشاركته في العديد من الإضرابات عن الطعام احتجاجًا على سياسات سجون الكيان الصهيوني، ليصبح أحد الرموز البارزة في الحركة الأسيرة.
وخلال سنواته الطويلة في الأسر، تعرضت عائلته أيضًا للكثير من الانتهاكات الإسرائيلية، بما في ذلك هدم منزلهم ثلاث مرات.
كما تعرضت زوجته لصدمة شديدة في عام 2014 عندما أعلنت سلطات الاحتلال عن نيتها الإفراج عنه في صفقة لتبادل الأسرى، ثم تراجعت عن القرار، لتتوفى زوجته في 2015 بعد غيبوبة استمرت عامًا.
كتابات محمد الطوس خلال تجارب اعتقاله
وتمكن محمد الطوس من تأليف كتابين أثناء فترة اعتقاله، حيث إن الأول يروي سيرته الذاتية وأفكاره حول القضية الفلسطينية، والثاني يعكس يومياته داخل السجون.