من هو الأسير رائد السعدي؟.. قضى 36 عامًا في سجون الاحتلال
أعلن نادي الأسير الفلسطيني اليوم السبت، عن تحرير رائد السعدي صاحب الـ 57 عامًا، من بلدة السيلة الحارثية في جنين، الذي يعد أقدم أسير من محافظة جنين، وكان السعدي معتقلًا منذ عام 1989، ويُلقب بـ"عميد أسرى جنين".
وفي سياق عملية الإفراج، أُعلن أن 200 أسير فلسطيني سيُفرجون عنهم اليوم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم 120 أسيرًا محكومًا بالمؤبد و80 أسيرًا آخرين ذوي محكوميات عالية، مقابل الإفراج عن 4 أسيرات إسرائيليات ضمن تنفيذ الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل.
من هو رائد السعدي؟
رائد السعدي هو أحد الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية الفلسطينية، وبدأ نشاطه النضالي منذ صغره، واشتهر بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي منذ سن مبكرة، حيث اعتُقل في سن الـ17 لمدة 6 أشهر، إثر رفعه علم فلسطين على أحد أعمدة الكهرباء في بلدته.
وفي عام 1985، بدأ العمل النضالي المنظم بعد لقائه بالقيادي في حركة فتح، أبو علي شاهين، في عمان، حيث تلقى تدريبات على استخدام السلاح وتصنيع العبوات الناسفة، وعقب انتفاضة الحجارة عام 1987، بدأت قوات الاحتلال مطاردته، مما دفعها لاعتقال والديه لمدة 4 أشهر.
وتم اعتقال السعدي في 28 أغسطس 1989 خلال زيارته لعائلته، وقضى 100 يومًا في التحقيق، وقبل أن تصدر المحكمة الإسرائيلية حكمًا بالسجن المؤبد مرتين، بالإضافة إلى 20 عامًا إضافية بتهمة الانتماء إلى سرايا القدس الجناح العسكري لـ حركة الجهاد الإسلامي، وتنفيذ عمليات عسكرية أسفرت عن مقتل جنود إسرائيليين.
معاناة رائد السعدي داخل السجون
خلال سنوات اعتقاله، واجه السعدي العديد من الصعوبات والآلام، فقد فقد والدته في عام 2014، وشقيقه، كما فقد والده بصره بسبب تدهور حالته الصحية، ورغم معاناته داخل السجون، لم يتمكن من رؤية أي منهم.
وفي رسالة سابقة وجهها السعدي بعد دخوله عامه الـ 35 في السجون، قال: "أشتاق لأبي ولرؤية بريق عينيه الذي اختطف منه نظره وهو يبكي حزنًا، أشتاق لتربة أمي وأقف على قبرها معتذرًا على عمر أمضته جالسة على عتبة الدار، مع كل حركة تنادي اسمي على أمل أن أكون أنا، وأشتاق لإخوتي وأخواتي ولأبنائهم الذين لا أعرف عنهم سوى الاسم والصورة."
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسيرات الإسرائيليات
ويأتي الإفراج عن السعدي ضمن إطار الاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل بشأن إطلاق سراح الأسرى، وتضمن الاتفاق الإفراج عن 200 أسير فلسطيني مقابل 4 أسيرات إسرائيليات، ووفقًا للاتفاق، تم تسليم الأسيرات الأربع إلى الصليب الأحمر في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، حيث تواجد عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس.
وأكدت وكالة رويترز أن عملية التسليم تمت بحضور أمني مشدد، وسط استعدادات مكثفة من حماس وسرايا القدس.
تأثير صمود الأسرى على المقاومة الفلسطينية
يعد رائد السعدي رمزًا من رموز الصمود والمقاومة الفلسطينية، حيث كان له دور فعال في تعزيز الروح النضالية بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وله تأثير كبير على رفاقه الأسرى، كما قام بكتابة رواية "أمي مريم الفلسطينية" التي تعكس معاناته وتضحياته طوال سنوات الاعتقال، ويعد تحرير الأسير رائد السعدي خطوة رمزية قوية نحو تحرير باقي الأسرى الفلسطينيين، ويعكس صمودهم وثباتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.