الأربعاء 22 يناير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

الأسرى الفلسطينيون في غزة: حكايات الرعب والتعذيب من داخل السجون الإسرائيلية|صور

الأسرى الفلسطينيون
الأسرى الفلسطينيون في غزة

بينما ترفرف الأعلام الفلسطينية لترسم عنوان صفحة جديدة من الأمل على أهالي قطاع غزة بعد سريان إتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، سادت حالة من الفرح الممزوج بمشاعر الخوف والقلق وجوه الفتيات الغضة للأسيات الفلسطينيات المحررات بعد إكلاق سراحهن من بين براثن سجون الاحتلال الإسرائيلي.

تعذيب ومعاناة في السجون

الأسرى الفلسطينيون في غزة

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، لم يكن الطريق إلى الحرية سهلاً بالنسبة للعديد من الأسرى الذين أطلق سراحهم، حيث رووا تفاصيل من قسوة وظروف احتجازهم. 

وقال ثائر أبو سارة، الذي اعتقل في أكتوبر 2023، إنه تعرض لتعذيب وحشي في السجون، منها استخدام الصدمات الكهربائية أثناء الاستجواب والضرب اليومي، وبالإضافة إلى ذلك، عانى بعض الأسرى من الإهمال الطبي، مما ترك آثاراً جسدية مستدامة على صحتهم. 

تروي شذى جرار صاحبة الـ 24 عاماً، التي اعتقلت في أغسطس من نفس العام كيف كانت الأوضاع في السجون لا تطاق، حيث تم حرمانها من الأدوية الضرورية، مما دفعها للامتناع عن الطعام والشراب.

القلق من العودة إلى السجون

الأسرى الفلسطينيون في غزة

فيما كان الأسرى يخطون خطواتهم الأولى نحو الحرية، كانت مشاعرهم مغمورة بالخوف من أن تكون هذه العودة إلى الحياة الطبيعية مجرد حلم سرعان ما يزول. العديد منهم عبّروا عن قلقهم من أن تتم إعادة اعتقالهم في أي لحظة بعد أن نشأت "هدنة هشة" بعد أسابيع من المعاناة. 

ووصف ثائر أبو سارة على سبيل المثال، الأجواء المحيطة بإطلاق سراحه بأنها مليئة بالحذر، حيث كانت عائلته ممنوعة من إقامة احتفالات أو استقبال الزوار في خطوة تهدف إلى تجنب أي مبرر قد يؤدي إلى اعتقاله مجدداً.

صفقة تبادل الأسرى: الحلم يتحول إلى واقع في قطاع غزة 

إطلاق سراح هؤلاء الأسرى كان جزءاً من صفقة تبادل رهائن بين حماس وإسرائيل، جاءت بوساطة دولية من الولايات المتحدة وقطر ومصر. بموجب هذه الصفقة، تم الإفراج عن 33 رهينة كانت حماس قد اختطفتهم خلال الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر، مقابل إطلاق سراح نحو 2000 فلسطيني من السجون الإسرائيلية. ورغم هذه الخطوة، فإن مشاعر الأسرى المفرج عنهم تبقى مشوبة بالحذر، فهم يعيشون على أمل أن تستمر الهدنة، ولكنهم يتوقعون في الوقت ذاته أن تعود القيود عليهم في أي لحظة.

حياة جديدة وسط الآلام القديمة

الحديث عن الحرية عند هؤلاء الأسرى لا يقتصر على الفرح بالخروج من السجون، بل يترافق مع الآلام التي يرافقهم الذاكرة. خالدة جرار، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني التي أفرج عنها بعد اعتقال إداري طويل، تحدثت عن مشاعرها المزدوجة من الحرية والألم، حيث فقدت العديد من الشهداء الفلسطينيين في السنوات الأخيرة. أما والد شذى جرار، فقد أشار إلى أن ابنته تم اعتقالها لمجرد تعبيرها عن رأيها، وهو أمر يراه مقياساً للقمع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني.

فيما تتواصل مسيرة الأسرى المفرج عنهم نحو الحياة الحرة، يظل المجهول قائماً أمامهم، فهم لا يعرفون إلى متى سيظل باب الأمل مفتوحاً. في هذا السياق، تظل قصصهم شاهدة على قسوة الاحتلال، ولكنها أيضاً تحمل رسالة قوية حول قدرة الإنسان على الصمود في وجه الصعاب، والتمسك بالحلم بالحرية رغم كل ما يحيط به من ظروف معقدة.

ولايزال إن ما يعيشه الأسرى الفلسطينيون من معاناة في سجون الاحتلال الإسرائيلي يمثل جرحًا عميقًا في الذاكرة الفلسطينية، ومع إطلاق سراحهم، تتجدد آمالهم في تحقيق حياة حرة كريمة، رغم أن تلك الآمال تظل معلقّة بين الخوف من عودة الاعتقال والقلق من أن تكون الحرية مجرد فترات مؤقتة في ظل وضع معقد.

تم نسخ الرابط