خطبة الجمعة 24 يناير 2025 .. " نعمة من الأمن"
خطبة الجمعة 24 يناير 2025 .. أعلنت وزارة الأوقاف المصرية عن الموضوع الرسمي لخطبة الجمعة غدا 24 يناير 2025 تحت عنوان "نعمة من الأمن" وفي السطور التالية يقدم لكم موقع الأيام المصرية خطبة الجمعة 24 يناير 2025.
خطبة الجمعة 24 يناير 2025
وأوضحت وزارة الأوقاف المصرية، أن الهدف من اختيار موضوع الخطبة تحت عنوان "نعمة الأمن" هو توعية المواطنين بأهمية الأمن والأمان في الحياة وبالاستشهاد بالدروس من ليلة الإسراء والمعراج.
خطبه الجمعه القادمه 24 يناير
وجاء نص خطبة الجمعة 24 يناير 2025 "الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (81) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ (82) سورة الأنعام.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده نعمة الأمن والأمان، والسكنية التي تتحقق في النفس والأوطان، وهى نعمة لا تقدر بثمن من الأثمان، وهى نعمة يهبها الله لمن يشاء من عباده، قال تعالى (( فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (81) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ )) (82) سورة الأنعام ، وما أروع قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو يثّمن قدر وقيمة نعمة الأمن، فقال صلى الله عليه وسلم ((من أصبحَ منكُم آمِنًا في سِربِه مُعافًى في جسَدِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لهُ الدُّنيا )).
اعلموا أيها المسلمون، أنه بالأمن والأمان نسعد في الحياة، وبدونه تتحول إلى الحياة إلى شقاء وجحيم، وإن شئت فقل لا حياة، هب أنك تعيش في قصر منيف، وعندك كنوز وأموال طائلة، ولكنك غير آمن على نفسك ومالك وأهلك، فما قيمة كل ذلك؟.
أيها المسلمون، هناك أماكن في الأرض خصها الله سبحانه وتعالى بالأمن والطمأنينة عن غيرها، مثل:
ــ مكة المكرمة قال تعالى وهو ينقل لنا دعاء خليل الرحمن ( إبراهيم ) (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) سورة البقرة الْمَصِيرُ (126) ، وقال أيضاً (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ)) سورة إبراهيم (35)، وقد حقق الله سبحانه وتعالى لخليله إبراهيم ما تمنى، فصارت مكة أمناً وأماناً إلى يوم القيامة، قال تعالى (( َوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ )) سورة العنكبوت (67) وقال أيضاً ((فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ (3) ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ (4) سورة قريش، وهكذا صارت مكة أمنا، يأمن فيها الإنسان على نفسه وماله، حتى الطير في السماء قد عمّها وشملها هذا الأمن والأمان.
أيها المسلمون، وما ينطبق على مكة من حلول الأمن والأمان عليها، ينطبق على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إكراماً وإجلالاً من الله للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولكنك تشعر بالفخر والاعتزاز أنك مصري تنتمى لتراب هذا الوطن الغالي، ما أجمل وأنت تطالع كتاب الله فتجد مصر وقد اقترنت بالأمن والأمان، تأمل معي قوله تعالى ((وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)) سورة يوسف (99)، إنها مصر واحة الأمن والأمان، إنها مصر يا سادة التي شرفت بتجلي رب العزة عليها دون سائر بقاع الأرض، قال تعالى (( فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)) سورة الأعراف (143) .
* إنها مصر يا سادة التي أوصى الحبيب المصطفى بها وبأهلها خيراً، ((إنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وهي أرْضٌ يُسَمّى فيها القِيراطُ، فإذا فَتَحْتُمُوها فأحْسِنُوا إلى أهْلِها، فإنَّ لهمْ ذِمَّةً ورَحِمًا، أوْ قالَ ذِمَّةً وصِهْرًا)) وفى الحديث أيضاً ، يقول صلى الله عليه وسلم ((إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة”. ))
أيها المسلمون، وهكذا كانت مصر وستظل أبدا بإذنه تعالى واحة للأمن والأمان، وحصناً حصيناً للعروبة والإسلام، فكم كانت مصر عبر التاريخ وإلى اليوم ملجأ ومفزعاً للخائفين، والذين تقطعت بهم السبل فى أوطانهم، حيث يشعر الجميع في رحابها بالأمن والأمان، يشعر بذلك القاصي والداني.
أدامها الله سبحانه وتعالى أمنا وأمنا وحفظها من كل سوء وشر.
خطبة الجمعة 24 يناير 2025
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ونحن في هذه الأيام المباركة من شعر رجب، لا يمكن لنا بحال أن ننسى، ذكرى عطرة على قلب كل مسلم، ومعجزة عظيمة حدثت للحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، عليه أفضل الصلاة والسلام، ألا وهي معجزة الإسراء والمعراج، حيث جسّدت هذه الرحلة المباركة مدى منزلة الحبيب المصطفى عند ربه، ومدى تشريفه وتكريمه وتفضيله على سائر أنبيائه ورسله، ويا له من مشهد مهيب تقشعر منه الأبدان، وينشرح منه الصدر، ويبتهج منه القلب فرحًا وشوقًا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي إماما في الإسراء والمعراج بكل الرسل والأنبياء، وما أروع قول أمير الشعراء شوقي وهو يصور هذا المشهد
سرى بك الله ليلًا إذ ملائكه
والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لمّا خطرت به التفوا بسيدهم
كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كلّ ذي خطرٍ
ومن يفز بحبيب الله يأتمم
كما كانت الإسراء والمعراج بمثابة، بسمة أمل لكل إنسان يمر بصعوبات وعقبات في هذه الحياة عليه أن لا ييأس من فضل وفرج الله، الذى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ولذلك عبّر رب العزة عن الإسراء بقوله ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) سورة الإسراء (1)
وليكن أسوتك وقدوتك هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي تحمل من الأذى الكثير والكثير حتى جاءه فرج الله، اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان بفضلك وكرمك يا حنان يا منان".