الأربعاء 22 يناير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل تخضع معجزة الإسراء والمعراج لقوانين الأرض؟.. علي جمعة يوضح

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

هل تخضع معجزة الإسراء والمعراج لقوانين الأرض؟.. باتت أيام قليلة وتحل ذكرى معجزة الإسراء والمعراج، تلك الحادثة العظيمة التي تشرق في تاريخ الإسلام كأحد أسمى وأعظم الأحداث التي تبرز فيها قدرة الله عز وجل، حيث رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العليا في رحلة خارقة لا تقاس بالزمان والمكان.

ومع حلول هذه الذكرى العظيمة، تتجدد الأسئلة والاستفسارات من قبل الكثيرين والتي من أهما: هل تخضع معجزة الإسراء والمعراج لقوانين الأرض؟.

هل تخضع معجزة الإسراء والمعراج لقوانين الأرض؟

هل تخضع معجزة الإسراء والمعراج لقوانين الأرض؟

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن معجزة الإسراء والمعراج هي حدث استثنائي لا يخضع لقوانين الكون الطبيعية.

وأوضح أن هذه المعجزة تتجاوز حدود الزمان والمكان لأن الذي خلقهما، الله سبحانه وتعالى، هو الذي اختصرهما وأحضرهما بشكل خاص لرسوله الكريم.

وأضاف في تعليق على معجزة الإسراء والمعراج، أن هذا الحدث الكبير لا يمكن تفسيره بناءً على قوانين الأرض، فهو خروج كلي وجزئي عن حدود هذه القوانين، وهو ما يميز النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- بشكل خاص، منوهًا أن الله تعالى جمع له بين هذين الخروجين في حادثة واحدة، وهو ما يعد أمرًا فريدًا في تاريخ الأنبياء.

رحلة الإسراء والمعراج

وأشار جمعة إلى أنه في رحلة الإسراء، وقع خروج جزئي تمثل في كشف محدود لعلم الغيب أمام النبي -صلى الله عليه وسلم-، لافتًا إلى أن الإنسان في العصر الحالي أصبح قادرًا على السفر بين الشرق والغرب في وقت قصير، مما يجعل معجزة الإسراء في زمانها أكثر إعجازًا، حيث كان الانتقال بين الأماكن في تلك الحقبة أمرًا خارقًا.

وتابع قائلًا: "يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}".

واعتبر هذه الحظة لحظة روحية ومعجزية لا تدركها الحواس البشرية، حيث تجلى علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم ليصبح عالمًا بذلك في لحظة فاصلة من مكة إلى بيت المقدس.

هل الإسراء مجرد انتقال مكاني؟

وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن معجزة الإسراء ليست مجرد انتقال مكاني فحسب، بل هي كشف وتجلي للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن أماكن بعيدة في لحظة خاطفة، مشيرًا إلى أن كل من يعلم بقدرة الله وطبيعة النبوة لا يمكن أن يستغرب هذه الحادثة، لأن قدرة الله لا تقف أمامها أي قيود، وتصبح جميع الأشياء متساوية أمامها.

وأردف أن ما يدركه الإنسان بحواسه البشرية الضعيفة ليس هو المقياس في تقدير الأمور، فكل شيء في نظر القدرة الإلهية متاح، مشيرًا إلى أن من خصائص النبوة أنها تتصل مباشرة بالملأ الأعلى، منوهًا أن هذه الاتصالات تأتي ضمن تجليات وفتوحات ربانية يمنحها الله لمن يصطفيهم من رسله.

وأبرز أن الوصول إلى الملكوت الأعلى، سواء كان عبر وسيلة معروفة أو مجهولة، ليس أغرب من تلقي الرسالة والتواصل مع الله سبحانه وتعالى، مستشهدًا بقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي صدق المعجزة بقوله: "إني لأصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء".

وختم علي جمعة حديثه بالإشارة إلى أنه عندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وتساءل المشركون عن وصف المسجد الأقصى، أمر الله النبي أن يصف لهم المسجد كما شاهده بعينيه، ليؤكد لهم صدق المعجزة التي حدثت.

تم نسخ الرابط