هل كثرة الأمراض دليل على غضب الله؟.. عالم بالأوقاف يوضح
هل كثرة الأمراض دليل على غضب الله؟.. في الآونة الأخيرة، ازدادت الأمراض الصعبة والمميتة بشكل لافت، الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل خاصة أولئك الذين يعانون من أزمات صحية متكررة أو يعايشون معاناة أحبائهم، عما إذا كان المرض ابتلاء من الله أم عقاب وغضب؟.
هل كثرة الأمراض دليل على غضب الله؟
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الابتلاءات ليست بالضرورة عقوبات، فحياة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كانت مليئة بالمحن والابتلاءات التي تحمل في طياتها دروسًا عظيمة.
وأشار إلى معاناة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مراحل مختلفة من حياته، موضحًا أن المحن التي مر بها الرسول كانت تجسدًا لصبر المؤمن وثباته على الحق، مستشهدًا بما حدث في عام الحزن، عندما فقد النبي زوجته خديجة وعمه أبي طالب في نفس العام، مما جعله يواجه تحديات كبيرة في دعوته.
هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟
وأوضح "الأبيدي" أن النبي صلى الله عليه وسلم، رغم جميع الأزمات التي مر بها، من أذى المشركين إلى رفض دعوته في الطائف، ظلَّ متمسكًا بالأمل.
وتابع: وعندما جاء الملك ليعذب أهل الطائف، رفض النبي ذلك وطلب لهم الهداية، فكانت النتيجة أن تحولت تلك المحنة إلى منحة عظيمة للإسلام.
هل الابتلاءات اختبار أم عقاب؟
واستشهد الأبيدي أيضًا بقصة نبي الله يعقوب عليه السلام، الذي صبر على فقدان ابنه يوسف عليه السلام، وقال لأبنائه: "لا تيأسوا من روح الله"، مؤكدًا أن الابتلاءات ليست عقوبات من الله، بل هي اختبار يقوي الإيمان ويكسب المؤمن الثواب.
ثواب الصبر على الابتلاء
وذكر الأبيدي أن الصبر على البلاء يعد علامة من علامات قوة الإيمان، مستشهدًا بقصة النبي أيوب عليه السلام، الذي عُرف بلقب "شيخ الصابرين"، فقد ابتلي أيوب بمرض طويل الأمد، ومع ذلك استمر في الدعاء واللجوء إلى الله، حتى استجاب الله لدعائه ورفع عنه البلاء.
وأشار إلى قول الخليل إبراهيم عليه السلام في القرآن: "إِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ"، لافتًا إلى أن الابتلاءات هي بمثابة امتحانات من الله للمؤمن، وهي فرصة للتقرب إليه.
واستند إلى قوله تعالى: "لَا بُلْوِنَّكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ"، منوهًا أن الصبر على البلاء له جزاء عظيم عند الله، فالذين يصبرون على الشدائد يُوفَّون أجرهم دون حساب، وهو وعد من الله للذين يثبتون في وجه المحن.
واختتم الأبيدي حديثه بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير"، مشددًا على أن المؤمن في جميع أحواله، سواء في السراء أو الضراء، يكون أمره في صالحه.