هل الدعاء في السجود أم بعد الصلاة وأيهما أفضل؟.. الإفتاء تجيب
هل الدعاء في السجود أم بعد الصلاة؟.. يعتبر الدعاء من أهم العبادات التي يتوجه بها المسلم إلى ربه والتي تتحكم في تغيير الأقدار، لذا يتساءل الكثير من الناس عما إذا كان الدعاء أفضل في السجود أم بعد التسليم من الصلاة.
هل الدعاء في السجود أم بعد الصلاة؟
وفي هذا الصدد، قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن أفضل أوقات الدعاء هي أثناء السجود في الصلاة، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فإنه قمن أن يُستجاب لكم"، رواه مسلم.
وأوضح في رده على استفسار حول الوقت الأنسب للدعاء، أن الدعاء يمكن أن يكون في أي وقت أثناء الصلاة، سواء في السجود أو بعد التشهد أو حتى بعد الصلاة، شريطة أن يكون القلب حاضرًا وخاشعًا.
واستشهد بقوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، لافتًا إلى أن الله سبحانه وتعالى يستجيب للدعاء في أي وقت وحين، وأن الأمر مفتوح في الدعاء ولا يتحدد بوقت معين، بل يعتمد على الاستعداد القلبي للمسلم.
هل يجوز الدعاء بأمور الدنيا أثناء السجود؟
وفيما يتعلق بالدعاء بأمور الدنيا أثناء السجود، قال الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الدعاء بأمور الدنيا جائز ولا حرج فيه.
وأضاف: "إذا لم ندعُ الله بما نريد في السجود، فمتى ندعوه؟"، موضحًا أن الدعاء يجب أن يكون مع يقين كامل بأن الله سيستجيب، ونصح بالالتزام بأدعية مثل: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".
حكم الدعاء بأمور الدنيا في السجود
ومن جانبه، أشار الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إلى أن الدعاء في السجود بأمور الدنيا لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، سواء كان الدعاء للمصلي أو للآخرين.
وأوضح أن بعض العلماء كانوا يفضلون الاقتصار على الدعاء بأمور الآخرة فقط أثناء الصلاة، إلا أن الرأي الراجح هو جواز الدعاء بأي أمر فيه خير للمسلم، مستشهدًا بمواقف للفقهاء مثل الإمام النووي، الذي أفتى بجواز الدعاء حتى في أدق الأمور مثل طلب الرزق أو الولد الصالح.
حكم التسبيح في الركوع والسجود
وفيما يخص التسبيح في الركوع والسجود، أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أن الصلاة تبقى صحيحة إذا سبح المصلي تسبيحة واحدة فقط.
وأوضح أن التسبيح في الركوع والسجود يعتبر سنة وليست فرضًا عند جمهور العلماء، باستثناء الحنابلة الذين يرونه واجبًا.
واستحسن تكرار التسبيح لطلب الأجر والثواب، مع الإشارة إلى أن أقل التسبيح الواجب هو تسبيحة واحدة، ويستحب الإكثار منها.
حكم الخطأ في الذكار أثناء الصلاة
أما فيما يتعلق بالأخطاء التي قد تحدث في الأذكار أثناء الصلاة، أكد الأطرش أنه لا يوجد داعي لسجود السهو إذا أخطأ المصلي في ذكر السجود أثناء الركوع أو العكس، حيث تبقى الصلاة صحيحة من دون الحاجة لتصحيح هذا الخطأ.