عيّد من غيرها.. الصحة تطلق حملة لعيد بلا مخدرات للتوعية بمخاطر الإدمان
حملة عيد من غيرها.. يعد إدمان المخدرات من أخطر المشكلات التي يمكن أن يواجهها الفرد أو المجتمع بشكل عام، حيث تمتد أضراره إلى العديد من الجوانب الحياتية، فإلى جانب تأثيره السلبي على صحة المدمن وميزانيته المالية، يتسبب أيضًا في العديد من الأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على أسرته ومحيط مجتمعه، كما يهدد الأمن الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي.
وليس هذا فحسب، بل هناك نوع آخر من الإدمان الذي يعد خطيرًا على صحة الأفراد ويكمن في إدمان العديد من الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي وممارسة الألعاب الإلكترونية، ويشكل هذا النوع من الإدمان تحديًا كبيرًا خاصة في ظل انتشاره الواسع بين الأطفال والمراهقين، حيث تتجاوز تأثيراته الجانب النفسي والصحي لتؤثر على كافة جوانب حياتهم.
حملة عيد من غيرها للتوعية بمخاطر الإدمان
وفي إطار جهود مكافحة الإدمان، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إطلاق حملة "عيد من غيرها" للعام السابع على التوالي، بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وتهدف الحملة إلى رفع الوعي بمخاطر الإدمان المرتبطة بالمناسبات والأعياد، وتوفير بيئة آمنة للمتعافين من الإدمان لتقوية قدرتهم على مقاومة العودة إلى الإدمان، خاصة في فترات الأعياد التي تُعد من الأوقات عالية الخطورة.
وتتضمن الحملة العديد من الأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية التي يتم تنظيمها في مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وشهد هذا العام الاحتفال مشاركة حوالي 350 متعافيًا من الإدمان في 18 مستشفى ومركز تابعين للأمانة، وتستهدف هذه الأنشطة تعزيز عملية التعافي النفسي والاجتماعي للمدمنين، وكذلك دعمهم في إعادة اندماجهم في المجتمع بعد فترة العلاج.
استراتيجيات الحملة خلال الأعياد
أوضحت الدكتورة منن عبد المقصود، الأمين العام لأمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن الحملة تشمل تنفيذها بشكل دوري في أعياد كبيرة مثل عيد الفطر، عيد الأضحى، ورأس السنة، بهدف خلق جو من الراحة النفسية للمتعافين من الإدمان، وتعمل الحملة على مساعدة هؤلاء الأفراد في قضاء الأعياد بعيدًا عن الأماكن والعادات التي قد تذكرهم بفترات الإدمان السابقة، كما توفر مستشفيات الأمانة خدمات حماية للمتعافين خلال فترات الأعياد، حيث يتم تأجيل خروج المرضى الذين استكملوا برامجهم التأهيلية بعد العيد للحفاظ على استقرارهم النفسي والابتعاد عن الانتكاسة.
المبادرة الرئاسية ضد الإدمان
من جهة أخرى، تواصل الدولة تنفيذ المبادرة الرئاسية ضد الإدمان، التي تستهدف محاصرة ظاهرة الإدمان نظرًا لتأثيراتها السلبية على الأمن القومي، وتركز المبادرة على تقديم خدمات علاجية متكاملة لمكافحة المخدرات والتقليل من الأضرار الاجتماعية والصحية الناتجة عنها، كما تسعى إلى تعزيز الصحة النفسية في المجتمع ومساعدة المتعافين على الاستمرار في حياتهم بشكل صحي وآمن.
جهود وزارة الصحة لعلاج الإدمان
أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تعمل على تطوير استراتيجيات للتعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، التي باتت تشكل تهديدًا خطيرًا للمجتمع، خاصة للأطفال والمراهقين، وقال إنه يتم التعاون مع العديد من الهيئات الحكومية وغير الحكومية لتقديم حلول علاجية فعّالة لهذه الظاهرة.
وأضاف عبد الغفار أن خدمات المبادرة الرئاسية لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية تشمل الاكتشاف المبكر والوقاية من خلال وحدات الرعاية الأولية والمدارس والأندية، بالإضافة إلى استخدام المنصة الوطنية الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان.
الخدمات الطبية المقدمة
حيث أعلنت وزارة الصحة عن تقديم 69,356 خدمة طبية لعلاج الإدمان في العيادات الخارجية للمستشفيات والمراكز التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان على مستوى الجمهورية، وذلك منذ بداية عام 2024 حتى الشهر الجاري، وتهدف هذه الخدمات إلى علاج الإدمان بمختلف أنواعه، سواء المخدرات أو إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية.
كما تم زيادة السعة السريرية المخصصة لعلاج مرضى الإدمان لتصل إلى 1350 سريرًا في المستشفيات التابعة للأمانة، بهدف تقديم رعاية أفضل للمرضى وضمان توفير ظروف علاجية مثالية لهم.
حملات مستمرة للتوعية
تواصل الحملة المستمرة تحت شعار "تقدر من غيرها" جهودها لمكافحة إدمان المخدرات، حيث تهدف إلى رفع الوعي بين المواطنين حول مخاطر الإدمان وتقديم الدعم للمتعافين لمساعدتهم في التغلب على هذه العادة الضارة، كما تركز الحملة على إعادة دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع، وضمان استقرارهم النفسي والاجتماعي.
كما أكدت وزارة الصحة التزامها بمواصلة العمل على تعزيز الصحة النفسية في مصر ومكافحة الإدمان من خلال برامج العلاج والتوعية المستمرة، لضمان صحة المجتمع وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
