من هو محمد حمشو .. دفع مليار دولار لخزينة الحكومة السورية الجديدة؟
أكدت مصادر مطلعة الأنباء المتداولة عبر وسائل الإعلام حول عودة رجل الأعمال السوري محمد حمشو إلى دمشق قادمًا من بيروت، بعد شهر على هروبه إثر سقوط النظام السوري.
وذكرت المصادر أن حمشو توصل إلى تسوية مع السلطة السورية بوساطة رجال أعمال سوريين مقربين من السلطة وبوساطة قطرية، حيث تم الاتفاق على عودته إلى البلاد ومواصلة أعماله، مقابل دفع مبلغ مليار دولار لخزينة الحكومة السورية.
تسوية محمد حمشو وصدور قرار بالحفاظ على ممتلكاته
وأوضحت مصادر أخرى أن الحديث عن تسوية محمد حمشو بدأ منذ اليوم الثالث من سقوط النظام، مع صدور تعليمات بالحفاظ على ممتلكاته وعدم مصادرة أو الاستيلاء عليها، وحسبما أفاد مصدر عسكري شارك في مداهمة مجمع فيلات حمشو في ضواحي دمشق، فقد تم اكتشاف سيارات فاخرة تعود لحمشو وشركائه، لكن التعليمات كانت واضحة بعدم المساس بممتلكاته.
من هو محمد حمشو
ويُعتبر محمد حمشو من أبرز المقربين من عائلة الأسد، وخاصة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وهو أحد الأذرع الاقتصادية البارزة لنظام الأسد، وشغل حمشو عدة مناصب مهمة، منها أمين سر غرفة تجارة دمشق، وأمين سر اتحاد غرف التجارة السورية، إضافة إلى عضويته في مجلس الشعب وملكيته لعدد كبير من الشركات التجارية داخل سوريا وخارجها.
وتؤكد التقارير أن حمشو قد ساهم بشكل كبير في دعم النظام السوري خلال فترة الاحتجاجات التي بدأت عام 2011، وكان من بين رجال الأعمال الذين تعرضوا للعقوبات الأمريكية بموجب "قانون قيصر"، واتهمت واشنطن حمشو بتمويل الحرب السورية، حيث ذكرت أنه كان يساند النظام ويشارك في أعمال العنف والترهيب التي مارسها ضد الشعب السوري، ووفقًا لهذه العقوبات، طالت إجراءات الحظر حمشو وعائلته، حيث تم فرض عقوبات على زوجته رانيا الدباس وأولاده.
ولم ينتم حمشو إلى العائلات التقليدية التي تملك ثروات قديمة، بل بدأ مسيرته الاقتصادية في تسعينيات القرن الماضي، حين تعاون مع مضر حويجة، صديق دراسته وابن قائد القوى الجوية في ذلك الوقت، ومع هذه العلاقات، استطاع حمشو تأسيس نفسه في مجال الاتصالات والحواسيب، ليبدأ في تشكيل إمبراطوريته الاقتصادية.
علاقة محمد حمشو بماهر الأسد
وتمتع حمشو بعلاقة قوية مع ماهر الأسد، الذي كان له دور كبير في منح حمشو امتيازات اقتصادية واسعة، وتنوعت استثمارات حمشو بين العقارات، الاتصالات، التجارة، والإعلام، وأسس العديد من الشركات التي سهلت له جمع ثروة ضخمة، وبالإضافة إلى ذلك، لعب دورًا بارزًا في صفقات النفط غير القانونية خلال فترة الحصار، حيث كان ينقل النفط من العراق إلى سوريا بعيدًا عن رقابة الأمم المتحدة.
من هو محمد حمشو .. واجهة ماهر الأسد الاقتصادية
ومع تصاعد أزمته السياسية والاقتصادية، بدأ حمشو في مفاوضات مع الإدارة السورية الجديدة بعد انهيار النظام في ديسمبر 2024، حيث تم التوصل إلى اتفاق للمساهمة في إعادة إعمار سوريا مقابل دفع مبلغ مليار دولار، إضافة إلى تأكيد استئناف أعماله الاقتصادية، ووسط هذه التطورات، كثف النظام السوري من محاولات استقطاب رجال الأعمال السوريين في الداخل والخارج للمشاركة في عمليات إعادة البناء، مما يفتح الباب لعودة العديد من الأسماء البارزة مثل حمشو، الذي يعتبر من أبرز الواجهات الاقتصادية للنظام السوري السابق.