محلل سياسي: احتكار السلاح للدولة اللبنانية أكبر تحدي سيواجهه جوزيف عون| خاص
قال الدكتور عمرو حسين الباحث في العلاقات الدولية، إن لبنان بعد انتخاب الرئيس الجديد جوزيف عون دخل مرحلة جديدة من تاريخه، حيث إن الدولة اللبنانية مرت بظروف صعبة سواء قبل العدوان الإسرائيلي والاجتياح البري في سبتمبر الماضي أو بعده لم تكن هذه الأزمة هي الأصعب أو الوحيدة.
وأضاف عمرو حسين في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن لبنان مر بمنعطفات كبيرة طالت اقتصاد لبنان المتهاوي، مشيرًا إلى أن الأزمة الكبرى في لبنان كانت سياسية، حيث إن لبنان يعاني من سيطرة فصيل معين من مفاصل الدولة ولديه أسلحة وقوات خارج إطار الدولة والجيش اللبناني تحت غطاء شعارات مثل المقاومة.
وأشار حسين إلى أن بعد انتهاء فترة رئاسة الرئيس ميشيل عون ظل لبنان عامين منصب الرئيس فيه شاغرًا عن تعمد من قوى إقليمية ولكن بعد انتخاب البرلمان اللبناني برئاسة نبيه بري العماد جوزيف عون بعدد أصوات 99 قد أصبح لبنان في مرحلة سياسية جديدة.
وأكد أن خلال خطابه القوى أقر العماد جوزيف عون رئيس الجمهورية اللبنانية أن أي سلاح في المستقبل سيخضع لسيادة الدولة اللبنانية وهذا أكبر تحدي يواجه الرئيس الجديد ثم التحدي الآخر أن يقوم بعملية سياسية شاملة تجمع القوى اللبنانية على قلب رجل واحد بمختلف طوائفها من أجل بناء نظام سياسي قوى حتى لا تتكرر تلك الأزمة مرة أخرى.
وتابع أن ذلك يتطلب توافق وطني من جميع القوى السياسية اللبنانية والرئيس الجديد، مشددًا أن الحوار الوطني الشامل لكل القوى والأحزاب اللبنانية الحل الوحيد لإنهاء الطائفية وفرض سيادة القانون وإلزام الجميع بمدنية الدولة وعدم خضوعها مرة أخرى لتأثير ونفوذ قوى إقليمية حولت لبنان إلى دولة منعزلة.
عمرو حسين: المصالحة الوطنية سيساهم في الانطلاق بعجلة الاقتصاد اللبناني
وأضاف عمرو حسين، أن بإمكان الرئيس جوزيف عون بعد هذه المصالحة والتوافق الوطني الانطلاق بعجلة الاقتصاد اللبناني إلى الأمام بعد أن يرجع لبنان لمحيطه العربي ويرمم علاقاته الدولية ويضمن أن تخرج من أراضيه تأثير لأي طرف إقليمي عندها مرة أخرى يمكن ترميم الاقتصاد اللبناني بعودة الاستثمار وعودة السياحة.
ولفت إلى مصر والسعودية والجزائر منفتحين على علاقات مع لبنان اقتصادية تعمل على مده بخطوط الغاز والطاقة مقابل عودة لبنان للحاضنة العربية.
كما رأي أن أمام الرئيس جوزيف عون ملف كبير من محاسبة المسئولين عن الفساد في لبنان وأيضا جريمة انفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى وفاة عدد كبير من اللبنانيين وكذلك إعادة هيبة القضاء اللبناني الذي تأثر بتدخل عدد من القوى اللبنانية للتستر على جرائم الفساد وانفجار مرفأ بيروت.
وتابع، أنه إذا تم في لبنان توافق حوار وطني شامل ويتوافق على استبعاد التدخلات الخارجية في لبنان ذلك سيمكن الدولة اللبنانية من إنهاء الانقسام في الشارع اللبناني ولن يدع مجالًا مرة أخرى للتدخلات الإسرائيلية التي تتخذ من سلاح حزب الله حجة لضرب لبنان ولكن يظل المجتمع الدولي على عاتقه مسؤولية تسليح وتأهيل الجيش اللبناني حتى يتمكن مرة أخرى من استعادة السيطرة على جميع حدود البلاد وأخذ ضمانات لعدم استهداف إسرائيل مرة أخرى للبنان.
