اخبار الحرائق في أمريكا ولوس أنجلوس.. طبيعية أم بفعل فاعل؟
كشف الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ، عن الأسباب وراء حرائق أمريكا لوس أنجلوس أن أسباب الحرائق تعود إلى سقوط سحب ركامية رعدية في طبقات الجو العليا، موضحًا أن الموقع الجغرافي للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يحدها من الغرب المحيط الهادئ ومن الشرق المحيط الأطلسي، يسهم في حدوث هذا النوع من الظواهر الجوية.
وأضاف أن المدن المطلة على السواحل، مثل لوس أنجلوس، أكثر عرضة للطقس السيئ، حيث تتمثل المشكلة في الأعاصير المستمرة في المحيط الهادئ، وتكون هذه الأعاصير مرتبطة بتكوين سحب ركامية رعدية تحتوي على برق ورعد وشحنات كهربائية تسقط على الأرض، وخصوصًا في مناطق الغابات، التي تشهد حرائق بسبب اشتعال المواد القابلة للاحتراق.
فاروق الباز يكشف سبب حرائق أمريكا لوس أنجلوس
ومن جهته، علق الدكتور فاروق الباز، عالم الفضاء ومدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، على هذه الحرائق قائلًا: «عدة عوامل تداخلت مع بعضها وأدت إلى ما حدث»، مشيرًا إلى أن الأرض كانت جافة للغاية، ولم تشهد أمطارًا لفترة طويلة، مما جعل كل شيء جافًا، من التربة إلى الأشجار، ومع هبوب الرياح القوية والسريعة، انتقلت الأجزاء المحترقة بسرعة وغطت المنطقة بالكامل.
وفي حديثه عن تأثير تغير المناخ، قال الباز إن هذه الحرائق قد تكون مرتبطة بتقلبات مناخية غير طبيعية، حيث أن «المطر وسقوطه يحدده توازنات معقدة»، لكن من وجهة نظر المتخصصين في الأرصاد، فإن هذه الحالة تعتبر غريبة ويتم دراستها بشكل مستمر.
وفيما يتعلق بمشاكل التأمين في الولايات المتحدة، وخاصة في لوس أنجلوس، أوضح الباز أن الحرائق كانت ضخمة وامتدت إلى مساحات واسعة، تصل إلى 16 ألف فدان، ودمرت 1500 منزل، ونتيجة لهذه المساحات الكبيرة وشدة الرياح، لم تتمكن شركات التأمين من التعامل مع الوضع بشكل فعّال.
اندلاع الحرائق في لوس أنجلوي
اندلعت الحرائق في 7 يناير 2025، بسرعة مرعبة في منطقة باسيفيك باليساديس غرب لوس أنجلوس، حيث انتشرت النيران لتشمل مساحات كبيرة من الأراضي والمنازل، وقدرت خسائر الحريق الأولية بين 52 و57 مليار دولار، وكان سبب شدة الحرائق يعود إلى عدة عوامل، منها التزايد السريع للنباتات القابلة للاشتعال بعد فترة من الطقس الرطب، ثم دخول فصل الجفاف، كما أسهمت الرياح القوية، المعروفة برياح سانتا آنا، في زيادة سرعة انتشار الحريق، إذ كانت هذه الرياح جافة وساخنة، ما جعل النيران تنتقل بسرعة من مكان لآخر.
وكانت التربة والنباتات الجافة توفر وقودًا كبيرًا للنيران، بينما تسببت الرياح القوية في حمل شظايا نارية لمسافات طويلة، مما أدى إلى إشعال حرائق جديدة على بُعد عدة كيلومترات، كما تسببت التضاريس الجبلية في المنطقة في زيادة شدة الحرائق، حيث انتشرت النيران بسرعة عبر الجبال والأخاديد.
حرائق كاليفورنيا لوس انجلوس
ويعتقد بعض الخبراء أن التغير المناخي قد لعب دورًا في تفاقم شدة هذه الحرائق، مع زيادة درجة الحرارة والظروف الجوية المتقلبة، أصبحت الحرائق أكثر شدة وامتدادًا، مما يعكس تأثيرات تغير المناخ التي تتسبب في جعل هذه الظروف أكثر حدة.
وعلى الرغم من الاستثمارات الكبيرة في مكافحة الحرائق في لوس أنجلوس، بما في ذلك تحسين نظام التأمين وتطوير خطط الإطفاء، فقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن هناك مشاكل في التخطيط العمراني وفي التنفيذ الفعّال لهذه الاستراتيجيات، وتمتد العديد من المنازل في مناطق مرتفعة، وفي سفوح الجبال التي تحترق بشكل متكرر، مما يجعلها عرضة للكوارث.
وأضاف الخبراء أن التحديات التي واجهتها إدارة الحرائق تعود إلى عدة عوامل، من بينها التوسع الحضري، وعدم التزام المواطنين بالقوانين المتعلقة بإزالة النباتات حول المنازل، إضافة إلى عيوب في نظام المياه الذي لم يكن قادرًا على مواجهة الحريق في مثل هذه الحالات الطارئة.
تسببت الرياح القوية في تسريع انتشار النيران وتدمير العديد من المنازل في وقت قصير، مما جعل الاستجابة السريعة أمراً بالغ الصعوبة.