الجمعة 10 يناير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

حرائق الغابات في امريكا .. دمار واسع بسبب الرياح والجفاف

حرائق الغابات في
حرائق الغابات في امريكا

حرائق الغابات في امريكا .. شهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في الآونة الأخيرة حرائق غابات كارثية أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث ارتفعت حصيلة القتلى إلى عشرة أشخاص، وتم تدمير أكثر من 10 آلاف منزل ومبنى، ما جعلها واحدة من أكثر الحرائق تدميرًا في تاريخ ولاية كاليفورنيا، ويرافق ذلك أوامر إخلاء لآلاف الأشخاص بسبب تصاعد النيران وامتدادها السريع عبر المناطق السكنية، وفيما تستمر السلطات في عمليات الإطفاء والإنقاذ، تكشف الدراسات عن عدة أسباب وراء تفشي الحرائق، أبرزها الرياح العاتية، الجفاف، والتغيرات المناخية التي تؤثر على المنطقة بشكل متزايد.

حرائق الغابات في امريكا

 أسباب حرائق الغابات في لوس أنجلوس

من أبرز الأسباب التي ساهمت في تفاقم حرائق الغابات في لوس أنجلوس هي رياح سانتا آنا القوية، والتي وصلت سرعتها في بعض الأحيان إلى 100 ميل في الساعة (161 كيلومترًا/ساعة)، وهذه الرياح الساخنة والجافة تنطلق من المناطق الصحراوية الداخلية للولاية نحو السواحل، ما يزيد من جفاف النباتات ويعزز انتشار النيران بشكل سريع، والظروف الجافة لعبت دورًا كبيرًا في زيادة خطر الحرائق، حيث أن النباتات الجافة والأشجار والشجيرات تصبح وقودًا سريع الاشتعال.

التقلبات المناخية وتأثيرات ظاهرة النينيو

وفقًا للباحثين، فإن التقلبات المناخية في السنوات الأخيرة، مثل ظاهرة النينيو، أدت إلى تزايد فترة الجفاف في بعض أجزاء ولاية كاليفورنيا، ورغم هطول الأمطار في الشمال، كانت بعض المناطق الجنوبية تواجه جفافًا شديدًا، ما ساهم في تفاقم الظروف الملائمة لانتشار الحرائق، وهذه التغيرات البيئية تمثل جزءًا من أزمة المناخ العالمية التي تساهم في زيادة حدة الطقس القاسي، مثل الجفاف الشديد وحرائق الغابات.

حرائق الغابات في امريكا

الوضع الحالي في لوس أنجلوس

وحتى التاسع من يناير 2025، أعلنت السلطات ارتفاع حصيلة القتلى إلى عشرة أشخاص، فيما تم إجلاء أكثر من 180 ألف شخص من مناطق مهددة، كما ألحقت الحرائق أضرارًا شديدة، حيث تم تدمير أكثر من 10 آلاف منزل، مما يرفع من تقديرات الأضرار الاقتصادية إلى ما بين 135 و150 مليار دولار، وتعد هذه الحرائق من الأكثر دمارًا في تاريخ ولاية كاليفورنيا، حيث دمرت أجزاء كبيرة من مدينة لوس أنجلوس، بما في ذلك منطقة باسيفيك باليساديس، المشهورة بمناظرها الخلابة.

مخاطر تلوث الهواء وتغير المناخ

مع انتشار الحرائق، تم إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى في الغلاف الجوي، ما ساهم في تفاقم مشكلة تغير المناخ وزيادة تلوث الهواء، وهو ما يؤثر على جودة الحياة في المناطق المجاورة وفي مناطق بعيدة أيضًا

حرائق الغابات في امريكا

وتشير الدراسات إلى أن النشاط البشري ساهم بشكل كبير في تفاقم مشكلة حرائق الغابات، وإزالة الغابات والتوسع العمراني أسهم في تزايد انتشار الحرائق في كاليفورنيا بنسبة 172% منذ السبعينيات، بالإضافة إلى ذلك، يساهم ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة في تقليل الرطوبة وزيادة احتمالية اندلاع الحرائق.

تطوير استراتيجيات مكافحة الحرائق

في مواجهة هذه التحديات البيئية، تعمل السلطات المحلية والإدارة الأمريكية على تعزيز استراتيجيات الوقاية والإطفاء لمكافحة حرائق الغابات، ويشمل ذلك تحسين آليات التنسيق بين فرق الإطفاء، واستخدام الطائرات والطائرات بدون طيار، وإصدار التحذيرات في الوقت المناسب للسكان.

وتعد حرائق الغابات في لوس أنجلوس بمثابة جرس إنذار للحاجة إلى استراتيجيات أكثر فعالية لمكافحة هذه الكوارث الطبيعية المتزايدة، كما يتطلب الوضع اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة أزمة المناخ والحد من تأثيرات الأنشطة البشرية على البيئة.

تم نسخ الرابط