في ذكرى تأسيسه.. وزير الري: السد العالي معجزة هندسية وأيقونة مصرية
تحتفل مصر اليوم بمرور 65 عامًا على وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حجر الأساس للمشروع السد العالي في 9 يناير 1960.
وأصبح السد العالي منذ ذلك الحين رمزًا للتقدم والنماء، حيث أثبت أنه ليس مجرد مشروع هندسي، بل تحول إلى حجر الزاوية الذي ساهم بشكل كبير في تغيير مسار تاريخ مصر المعاصر.
مشروع السد العالي
منذ البداية، كان السد العالي أكثر من مجرد بنية تحتية، فقد أضاف قيمة حقيقية للمجتمع المصري على مختلف الأصعدة، إذ ساهم في زيادة الرقعة الزراعية عن طريق التحكم في مياه النيل، مما سمح بزيادة الإنتاج الزراعي في مناطق كانت تعاني من قلة المياه.
كما أدى إلى توليد الكهرباء بشكل مستدام، مما ساهم في تطوير الصناعة ورفع مستوى المعيشة، وإلى جانب ذلك، وفر السد مياه الشرب لكافة أنحاء مصر، مما ساعد في تحسين جودة الحياة للملايين من المواطنين.
وزير الري: السد العالي معجزة هندسية
وفي إطار الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة، صرح الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، بأن مشروع السد العالي يمثل "أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين".
وأضاف أن هذا المشروع كان بمثابة حماية لمصر ضد الجفاف والفيضانات لأكثر من ستة عقود، مما جعله أحد الإنجازات الأكثر تأثيرًا في تاريخ البلاد.
وأكد سويلم أن السد العالي يعد مثالًا رائعًا على قدرة الشعب المصري على تحقيق المعجزات، حيث تمكنوا بجهودهم وإصرارهم من بناء هذا المشروع الضخم رغم التحديات الكبيرة.
تطوير منظومة السد العالي
وأشار وزير الري إلى أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تحديث وتطوير منظومة السد العالي، موضحًا أن الوزارة تتابع عن كثب جميع العمليات المتعلقة بتشغيل السد وخزان أسوان، بما في ذلك أعمال الرصد والمتابعة على مدار الساعة لضمان الاستفادة القصوى من المياه، وضمان الاستقرار البيئي.
وأشاد بفريق العمل الذي يتولى إدارة السد العالي، معربًا عن تقديره وشكره لجميع العاملين في هذا المشروع، الذين يواصلون العمل بجد وإخلاص لخدمة الوطن.
جيل جديد من الري في مصر.. "الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0"
وفيما يتعلق بتحديث الأنظمة، أعلن وزير الري عن خطط الوزارة لتطوير الجيل الثاني لمنظومة الري في مصر 2.0.
وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين منظومة الرصد والتشغيل، بالإضافة إلى تعزيز القدرة على التحكم في استخدام الموارد المائية بشكل أكثر كفاءة، ويعد السد العالي من أهم الأصول التي تساهم في تطبيق هذه المنظومة الحديثة.
ذكرى افتتاح السد العالي
وذكر وزير الري أن مصر ستحتفل أيضًا في الأيام المقبلة بذكرى افتتاح السد العالي على يد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك في 15 يناير 1971، إذ يمثل هذا اليوم عيدًا قوميًا لمحافظة أسوان، ويعد من اللحظات التاريخية التي شهدت تحقيق حلم بناء السد وتحويله إلى واقع يساهم في ازدهار الوطن.
وأعرب عن تحيته وتقديره لكل من ساهم في بناء السد العالي، مشيدًا بالعاملين الذين كتبوا تاريخًا عظيمًا عبر جهدهم المخلص، حيث كانوا جزءًا من ملحمة تاريخية تُروى للأجيال القادمة.
واستطرد أن المصريين استطاعوا بفضل إصرارهم وعزيمتهم ترويض الطبيعة الصخرية في جنوب البلاد لبناء السد، ليصبح بذلك أحد أعظم المعالم التي تخلد في تاريخ مصر.
متى تم بناء السد العالي؟
وتجدر الإشارة إلى أن قرار بناء السد العالي اتخذ في عام 1953، حين تم تشكيل لجنة تصميم لمشروع السد، التي ضمت العديد من الخبراء والمختصين.
وفي عام 1954، تم وضع تصميم السد تحت إشراف المهندس موسى عرفة والدكتور حسن زكي، بمساعدة مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في الهندسة المدنية، وكان مصر حينها قامت بـ تأميم قناة السويس في عام 1956، وذلك لتوفير الموارد المالية اللازمة لاستكمال المشروع الضخم.
وفي عام 1958 تم توقيع اتفاقية بناء السد، وفي 1960 تم وضع حجر الأساس، لتبدأ مرحلة الإنجاز العملاق الذي غير وجه مصر للأبد.
