هل الحزن اعتراض على قضاء الله؟.. علي جمعة يكشف علامات الرضا بالقدر
هل الحزن اعتراض على قضاء الله؟.. يتساءل العديد من الناس حول ما إذا كان الحزن يعد اعتراضًا على قضاء الله سبحانه وتعالى، خاصة وأن الحياة الدنيا مليئة بالابتلاءات والمصاعب التي تجعل الحزن جزءًا لا مفر منه.
هل الحزن اعتراض على قضاء الله؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن هناك فرقًا كبيرًا بين الحزن الذي يشعر به الإنسان في المصائب والتشاؤم الذي يُحرم في الإسلام.
وأضاف أن الحزن شعور طبيعي ومشروع، بينما التشاؤم هو النظرة السلبية المستمرة تجاه المستقبل، وهو أمر منهي عنه في الشريعة.
وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه قد مرَّ بمواقف شديدة الحزن، منها فقدان ابنه إبراهيم، ففي هذا الموقف، عبر النبي عن حزنه الشديد وقال: "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
تابع: ولم يكن في هذا الحزن اعتراض على قضاء الله، بل كان تعبيرًا عن مشاعر إنسانية طبيعية، حيث فقد النبي صلى الله عليه وسلم شخصًا عزيزًا عليه، ورغم ذلك ظل على يقين تام بتقدير الله عز وجل.
الفرق بين الحزن والتشاؤم
أوضح الأبيدي، أن الحزن هو مشاعر مؤقتة تنبع من الفقد أو الخسارة، وتعد جزءًا من الفطرة البشرية، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "تفاؤلوا بالخير تجدوه"، بينما التشاؤم هو نظرة سلبية تجاه الحياة والمستقبل، وهو ما يجب على المسلم أن يتجنبه.
علامات الرضا بقضاء الله
ومن جانبه، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن هناك علامات تدل على رضا المسلم بقضاء الله.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى تكون في التسليم الكامل لله، حيث يُحزن الشخص ولكن لا يعترض على حكم الله، وفي هذه الحالة، قد يبكي الفرد ولكن قلبه ساكن مع يقينه بحكمة الله.
وأضاف: أما في المرحلة الثانية، فقد يصل الشخص إلى مرحلة من الهدوء التام، حيث لا يحزن أو يبكي حتى عند فقد عزيز، وذلك بسبب يقينه التام في حكمة الله ورحمته.
وتابع: وفي المرحلة الثالثة، يمكن أن يبكي الإنسان، ولكن لا يبكي من الحزن على الفقد، بل يبكي لوجه الله، مستشعرًا أن الله قد أراد له أن يمر بهذه التجربة كجزء من حكمته ورحمته.