حكم إفشاء أسرار العمل.. رد صادم من الإفتاء
حكم إفشاء أسرار العمل.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤالًا يتساءل صاحبه عن عقوبة إفشاء الأسرار في العمل بالنسبة لمن يعملون في مجال الطب النفسي.
حكم إفشاء أسرار العمل
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، في إجابة على سؤال حول إفشاء الأسرار، إن الأمانة ليست مقتصرة على الأشياء المادية فحسب، بل تمتد لتشمل أيضًا المعنويات والأسرار الشخصية.
وأكد أن كتمان الأسرار هو واجب ديني، ويعتبر إفشاؤها خيانة للأمانة، مشددًا على أن إفشاء الأسرار في الإسلام يُعتبر أمرًا محرمًا، سواء كانت أسرار تخص العمل أو سر المريض أو أي سر آخر.
وأشار إلى أنه لا يمكن تحديد عقوبة إفشاء الأسرار بدقة في الشريعة الإسلامية، لكن فاعل هذا الفعل يعد مرتكبًا لذنب يتراوح بين الصغيرة والكبيرة من الذنوب.
وتابع: وفي حالة أكد الطرف الأول للطرف الثاني سرًا وحثه على كتمانه، فإن إفشاء هذا السر يكون جريمة أشد في حرمتها.
هل كشف أسرار العمل حرام؟
وأوضح عاشور أن المسؤولية عن كتمان الأسرار تتجاوز الأفراد إلى المهن المختلفة، فعلى سبيل المثال، يُعد الطبيب أمينًا على أسرار مرضاه، والمعلم أمينًا على أسرار طلابه، والمحامي أيضًا أمينًا على أسرار موكليه، منوهًا أن كل من هؤلاء يقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على خصوصية المعلومات التي ترد إليه في إطار عمله.
وأضاف أن الأمانة في الفتوى تعد من أبرز واجبات العلماء؛ إذ لا يجوز للمفتي إفشاء ما يُسأل عنه من أسرار، ولهذا السبب تم تسميتهم بـ"أمناء الفتوى"، إشارة إلى مسؤوليتهم في الحفاظ على خصوصية الناس في الفتاوى والاستشارات.
عقوبة إفشاء الأسرار الزوجية
وفيما يخص إفشاء الأسرار الزوجية، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن انتشار الأسرار بين الزوجين بعد انفصالهما هو أمر غير جائز.
وأضاف: ففي حال حدوث خلاف أو طلاق بين الزوجين، لا يجوز لأي طرف نشر عيوب الطرف الآخر أو الحديث عنها بشكل مبالغ فيه، سواء كان ذلك في المجال الخاص أو على وسائل التواصل الاجتماعي، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة النساء: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} (النساء: 130).