الإثنين 06 يناير 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

بدأ عام ميلادي جديد.. والكثير منا يداهمه أسئلة وأفكار كثيرة تقيميه عن العام الماضي، هل حققت أهدافي التي وضعتها؟، هل مر ذلك العام بسعادة أم حزن؟، هل تطورت وأخذت خطوات للأمام أم ثبت بمكاني أم تراجعت؟، هل كسبت أصدقاء أم خسرت علاقات؟، هل عشت بمشاعر إيجابية مؤثرة أم اختبرت مشاعر سلبية متأثرة؟

وهكذا أسئلة كثيرة تتأرجح بين جلد الذات ونقد الذات، ولكن دعني أوضح لك عزيزي القارئ ما الفرق بينهما، وما تأثيره علي نفسك ومشاعرك؟
وأحذرك من أن تقع في فخ جلد الذات فهي مجموعة من المشاعر السلبية تغزو أفكارك عندما تخرج مهزومًا من السنة الماضية محملًا بعدد من الإحباطات أو التعرض للخيبات والخذلان أو عدم تحقيق الأهداف المرغوبة فتبدأ بالشعور بالذنب والتقصير وتبدأ مرحلة جلد الذات فتقسو بالحكم علي نفسك وتستسلم لمشاعر العجز والفشل ويبدأ اليأس يتسلل إلي عقلك وقلبك مما يعيق تقييمك للأمور بشكل صحيح كما يؤدي إلي ظهور الاضطرابات النفسية وقد يؤدي إلي الاكتئاب.

أنت حقيقي في غني عن الوقوع في هذا الشرك لذلك أنصحك بدلًا من جلد الذات أن تطبق نقد الذات فهي تساعدك علي تقييم أخطاء السنة الماضية بحكمة والاستفادة منها لصالحك وتعديلها وهذا يساعدك علي التغلب علي الهزيمة النفسية ونقاط الضعف وتحويلها إلي قوة فإن وعيك بهذا الشعور يحسن من قوة المناعة النفسية في مواجهة الضغوط والتحديات والبدء في اتخاذ خطوات جديدة نحو النجاح والأخذ بالأسباب في العام الجديد.

أيضًا من المهم أن يتقبل الشخص نفسه كما هو وأن يتجنب مقارنة نفسه بالآخرين لأن ذلك قد يؤدي إلي الشعور بالغيرة والنقص.
فمن المهم أن يضع الشخص أهداف وتوقعات واقعية لنفسه وللعام الجديد تتناسب مع وضعه المادي والنفسي لكي يتمكن من تحقيقها وأن يتجنب وضع أهداف كبيرة غير واقعية صعبة وبعيدة المنال تؤدي إلي التعب والإرهاق النفسي والجسدي مما يؤدي للإحباط والفشل.
فمن الممكن التخطيط بحكمة وعقلانية بتقسيم الأولويات مع وضع أهداف صغيرة في البداية قد يساعد ف كسر الوهم وتقليل الخوف المتعلق باتخاذ الخطوة الأولي مع عدم التخلي عن هدف السنة الماضية مع الأخذ بعين الحسبان التحديات التي سوف تصادفه وما يملكه من قدرات للتفوق والانتصار عليها فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.


ولكن هذا لن يتحقق إذا لم تستطيع الالتزام تجاه المخططات التي وضعتها للعام الجديد بالإضافة إلي منح نفسك الوقت الكافي للتأقلم مع التغييرات الجديدة التي تحاول إدخالها علي حياتك فالتغيير لن يحدث في يوم وليلة وعليك بالصبر تجاه أهدافك.
أيضًا عليك التخلي عن كل التجارب الماضية القاسية المزعجة التي مررت بها وأن تنساها تمامًا وأن لا تسمح لأي ذكري أو حدث مزعج أو شخص سام أن يتسبب لك بمشاعر إحباطيه تجعلك عاجزا عن رسم مستقبلك الباهر.
فيجب عليك استبدال العلاقات والأشخاص السامة بالعثور علي أقران تستمد منهم القوة فإن ممارسة الضغط الإيجابي من قبل الأقران قد يساعدك بالالتزام في تحقيق أهدافك.

وأنصحك بالتعامل مع نفسك في الحياة علي أنك ناجٍ وليس كضحية العام الماضي،تخلص من الفوضي بداخلك واترك الماضي، لا تخف من التغيير،لا تشكك في نفسك وقدراتك، لا تفرط في التفكير في كل شيء، أشعر بالامتنان والشكر لله علي النعم الكثيرة، امنح نفسك مكافأة صغيرة كلما حققت هدفًا فرعيا لتحافظ علي شعورك بالتقدم، ولا تنسي توثيق خطواتك المتعلقة للوصول إلي الأهداف فقد تكون مرجعًا لك وحافزًا في الاستمرار وتحقيق ذاتك.

وفي هذه الرحلة ستحتاج إلي الجرأة لأن المجهول هو المكان الذى تكتشف فيه إمكانياتك الحقيقة، لذا أبدأ العمل بدون الإلهام، فالإلهام يأتي لمن يتحرك، وفي الوقت ذاته لا تخف من قول لا لما لا يخدم أهدافك وتعطيلك لأن حدودك هي مصدر قوتك.
أيضًا كن شفافًا وصادقًا في علاقاتك لأن العلاقات الحقيقية تبني علي الوضوح، وتذكر أن الوقت المثالي لن يأتي أبدًا، أبدأ الآن وكن ممتنًا لما لديك.

وأخيرًا لا تنتظر حتي ليلة رأس السنة لتفكر في قراراتك بل ركز علي خطواتك الجديدة وما تريد فعلًا تحقيقه.

تم نسخ الرابط