تصريحات أحمد الشرع تثير ردود فعل متباينة.. فرج: سوريا ستتحول لحرب أهلية
تصريحات أحمد الشرع قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، لقناة "العربية" أثارت الجدل بعدما أعلن أن عملية إجراء الانتخابات في سوريا قد تستغرق نحو 4 سنوات وأن وضع دستور جديد قد يستغرق حوالي 3 سنوات وهو ما يعني بقاء الرجل في السلطة لعدة سنوات.
وتحدث الشرع عن ضرورة إجراء إحصاء سكاني شامل قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، واعتبر أن هناك العديد من المراحل السياسية التي يجب أن تسبق اختيار الرئيس.
كما أضاف أنه يتطلع إلى وضع دستور مستدام وطويل الأمد يُنظم حياة المجتمع، موضحًا أن فصائل المعارضة السورية التي تدير البلاد حاليًا بذلت جهودًا كبيرة لتجنب الضحايا والنزوح خلال عملية التحرير، وأنها سعت لجعل انتقال السلطة سلسًا.
سمير فرج عن تصريحات أحمد الشرع: سيحول سوريا لحرب أهلية
قال اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن تصريحات أحمد الشرع بشأن الانتخابات وإعداد الدستور في سوريا، والتي أفاد فيها بأن تلك العملية لن تحدث قبل ثلاث سنوات، كانت صادمة للجميع.
وكان الشرع قد صرح في وقت سابق بعقد ثلاث انتخابات خلال ثلاثة أشهر، مما يوضح أن تصريحاته الحالية تعكس تبريرات لعدم وجود رئيس جديد للدولة قبل ثلاث سنوات، وهو ما يعني أن الشرع قد يكون قد نصب نفسه رئيسًا لسوريا بشكل مؤقت لحين إعداد الدستور وإجراء الانتخابات.
وأضاف فرج، أن رد الفعل على تصريحات أحمد الشرع من قبل روسيا وأمريكا سيكون مهمًا فهو يحاول أن يقدم نفسه للعالم كرئيس فعلي لسوريا إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية.
واعتبر أن هذه تصريحات أحمد الشرع تحمل في طياتها إشارات غير مريحة، حيث من المتوقع أن يشهد الوضع في سوريا صراعًا داخليًا بين الفصائل السورية، خاصة مع تحيز الجولاني للأتراك وتجاهله لفصائل أخرى، مما يجعل الوضع في سوريا يبدو غير مستقر في الفترة المقبلة.
الشوبكي: مقابلة احمد الشرع مع العربية اتسمت بالهدوء تجاه روسيا وحتى إيران
أكد عمرو الشوبكي مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن تصريحات أحمد الشرع في حوار قناة العربية الحدث كان ذا أهمية كبيرة، حيث أشار إلى أن الجولاني يسعى لأن يكون لاعبًا أساسيًا في المنطقة في السنوات المقبلة.
وأضاف أن الشرع يمتلك وعياً عملياً شاملاً بتجارب التغيير العربية التي فشلت أو تعثرت، سواء في التجارب المدنية مثل السودان أو العسكرية مثل ليبيا.
قدم الشرع خطابًا طمأن فيه الجميع، سواء في الداخل أو الخارج، وابتعد عن الاشتباك مع معارضي هيئة تحرير الشام، ما جعله يبدو غير معني بالقضايا الدينية والمدنية المثيرة للجدل في العالم العربي. كما اتسم تصريحه بالهدوء والمرونة تجاه روسيا وحتى إيران، حيث لم يهاجمها بشكل قاسي.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الشوبكي أن الشرع أشار ضمناً إلى تحالفه مع تركيا دون التصريح بذلك بشكل مباشر معتبرا أن إعلان الشرع عن حل هيئة تحرير الشام في بداية المؤتمر الوطني يعكس بداية مشروعه للحكم الرسمي، الذي سيتطلب المرور بفترات انتقالية طويلة، تشمل أربع سنوات لانتخابات الرئاسة وثلاث سنوات أخرى لصياغة الدستور.
وأضاف : خلال هذه الفترة، سيبقى الشرع في موقعه الحالي، بعيدًا عن الخلافات، ويسعى لبناء المؤسسات الجديدة برجاله، ليكون بديلاً منظمًا جاهزًا للحكم بإرادة الأغلبية بعد سنوات لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل سينجح في تنفيذ خططه؟.