الصين ترسل 92 طائرة بدون طيار إلى ليبيا في صفقة بمليار دولار
صفقة قيمتها مليار دولار.. الصين ترسل 92 طائرة بدون طيار إلى ليبيا، كشفت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية أن الصين خططت لإرسال طائرات بدون طيار مسلحة بقيمة مليار دولار إلى ليبيا، باستخدام شركة وهمية مقرها المملكة المتحدة للالتفاف على حظر الأسلحة الدولي، والأيام المصرية توضح التفاصيل.
صفقة قيمتها مليار دولار.. الصين ترسل 92 طائرة بدون طيار إلى ليبيا
وكان المخطط يهدف إلى تسليم ما يصل إلى 92 طائرة بدون طيار، قادرة على تحميل صواريخ متعددة، من الصين إلى ليبيا متخفية في شكل مساعدات لمكافحة فيروس كورونا، في انتهاك مباشر لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة.
وفي المقابل، ستتولى ليبيا تفريغ براميل النفط الخام إلى الصين بسعر مخفض، مع كون شحنة الطائرات بدون طيار جزءًا من الدفع، حيث تأمل الصين بإرسال الأسلحة إلى ليبيا إلى إنهاء الحرب الأهلية بسرعة، مما يسمح لبكين بتوطيد التجارة المستقبلية مع الدولة الغنية بالطاقة في شمال إفريقيا.
وتكشفت التفاصيل في تحقيق مستمر في كندا، حيث حدد المحققون ثلاثة متآمرين مزعومين قاموا بالتفاوض على الصفقة أثناء عملهم في منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة ومقرها مونتريال.
واطلعت صحيفة التلغراف على رسائل إلكترونية تناقش الخطة بين عامي 2018 و2021، والتي راجعها المحققون واستشهدت بها وثائق المحكمة الكندية. وتصف الرسائل استخدام شبكة من الشركات الوهمية المسجلة في المملكة المتحدة ومصر وتونس لإجراء المعاملات.
وكتب المحقق في وثائق المحكمة: "يبدو أن الحكومة الصينية وافقت على استراتيجية لمساعدة ليبيا في شراء وشحن المعدات العسكرية من خلال شركات عينتها الحكومة الصينية ووافقت عليها من أجل إخفاء المشاركة المباشرة للوكالات الحكومية".
وتم ذكر شركة شنغهاي جولد وينج لتكنولوجيا الطيران، وهي شركة مسجلة في المملكة المتحدة في مايو 2016 وتدرج مواطنًا صينيًا على أنه المدير، في تلك الرسائل كمدير مشروع للصفقة.
ولم تسجل الشركة، التي يوجد عنوانها الحالي في برج ساوث بانك في لندن، الكثير من نشاط الأعمال منذ التأسيس، وفقًا للملفات المقدمة إلى Companies House، والتي تقع في شقة سكنية، حسبما اكتشفت صحيفة التلغراف.
وظهرت تفاصيل صفقة الطائرات بدون طيار مقابل النفط في الوقت الذي كانت فيه منظمة الطيران المدني الدولي تحقق في الفساد، وفي أبريل وجهت الشرطة في مونتريال اتهامات لرجلين بالاشتباه في مشاركتهما في مؤامرة لبيع النفط الليبي والطائرات بدون طيار المصنعة في الصين.
ووجهت الاتهامات إلى فتحي بن أحمد مهاوك "61 عاما" بصفقة النفط، ومحمود محمد السويع السايح "37 عاما"، وكان الرجلان يعملان في وكالة الطيران التابعة للأمم المتحدة، وجرت المفاوضات مع السيد وان، الذي يمثل الجانب الصيني.
وقال أندرو بارباكي، محامي السيد مهاوك، إن موكله أصر على براءته، وإنه لم يقدم أي إقرار بالذنب، حيث لم تنتقل الإجراءات بعد إلى مرحلة المحاكمة، ويبدو أن السيد وان أجرى اتصالات مباشرة مع وزارة الخارجية الصينية بشأن الصفقة.
وأوضحت علياء الإبراهيمي، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تكون تلك خطوة أولى في تعبئة طويلة الأجل لموارد ليبيا واقتصادها وأراضيها، من أجل تعزيز المصالح الصينية الشاسعة في القارة الأفريقية.
وأكد جلال حرشاوي، الخبير في شؤون شمال أفريقيا في معهد لندن، إن "عائلة حفتر تدرك أن إظهار القوة يخدم مصالحها"، مضيفًا إن "هناك حافزًا للحصول على رادع أكبر ضد الفصائل المنافسة"، حيث يستثمر جزءًا من موارده في تنمية هالة من القوة العسكرية.