ذكرى وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل.. أحد عمالقة التلاوة القرآنية
ذكرى رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل تحل علينا اليوم الخميس، 26 ديسمبر، أحد أبرز أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.
وكان الشيخ مصطفى إسماعيل قد برز كرمز متفرد في عالم القراءة القرآنية، إذ امتلك صوتًا استثنائيًا وقدرة فريدة على تطويع المقامات الموسيقية لخدمة آيات الله، الأمر الذي جعله ظاهرة فنية وروحانية لا مثيل لها.
ذكرى وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل
تميز الشيخ مصطفى إسماعيل بما وصفه المتخصصون بـ"العبقرية الصوتية"، حيث أتقن 19 مقامًا موسيقيًا وأبدع في استخدامها في تلاواته.
وفي وقت سابق، كشف حفيده علاء حسني، أن هناك أكثر من 3000 ساعة مسجلة لتلاوات الشيخ، معبرًا عن أمله في إعادة بث تسجيلاته عبر القنوات الرسمية، لا سيما أذان الشيخ الذي يحمل طابعًا خاصًا.
وأضاف أن الشيخ لم يسخر القرآن لإظهار جمال صوته، بل استخدم صوته لخدمة القرآن، متعاملًا مع حنجرته بدقة أشبه بتعامل الرياضي مع عضلات جسده.
محطات بارزة في حياة الشيخ مصطفى إسماعيل
لم تقف شهرة الشيخ عند حدود مصر، بل وصلت إلى تركيا ودول شرق آسيا، حيث نالت تلاواته إعجاب الملايين، كما خضعت طريقته في الأداء لتحليلات أكاديمية من خبراء الموسيقى، الذين وصفوه بأنه رائد في تطويع المقامات القرآنية لتوصيل المعاني بعمق وإحساس مذهلين.
علاقات مميزة مع القادة وأوسمة شرفية
عُرف الشيخ مصطفى إسماعيل بعلاقاته المميزة مع القادة والرؤساء، حيث كرمه الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1965.
كما حصل على تكريمات رفيعة في دول مثل لبنان وسوريا والسعودية والكويت، وبالإضافة إلى ذلك، كان الشيخ يهتم بأناقته، مما أكسبه حضورًا مميزًا إلى جانب صوته الفريد.
مولده وبداية التألق
ولد الشيخ في 17 يونيو 1905 بقرية ميت غزال بمحافظة الغربية، حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتم دراسته للقراءات في المعهد الأحمدي بطنطا، وظهرت موهبته الاستثنائية في سن 16، عندما أذهل أعيان مصر خلال عزاء في طنطا، وهو ما كان بداية لشهرته الواسعة.
من قارئ القصر الملكي إلى أيقونة إذاعة القرآن
أعجب الملك فاروق بصوته، فعينه قارئًا للقصر الملكي، وفي عام 1945، بدأت تلاواته تُذاع عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، لتصل إلى ملايين المستمعين في مصر وخارجها، كما كانت له جولات عالمية بارزة، من بينها تلاوته في المسجد الأقصى عام 1960 بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج.
وفاة الشيخ مصطفى اسماعيل
وبعد رحلة حافلة بالعطاء، رحل الشيخ مصطفى إسماعيل عن عالمنا في 26 ديسمبر 1978، ودُفن في مسقط رأسه بقرية ميت غزال، ولا يزال إرثه حيًا، حيث لا تزال تسجيلاته شاهدة على عبقرية نادرة ومكانة استثنائية في تاريخ التلاوة.