ناسا تحقق إنجاز تاريخي .. أول مسبار ينجح في الوصول إلى الشمس
تستعد مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا لتحقيق إنجاز تاريخي، حيث ستقترب من الشمس أكثر من أي جسم من صنع الإنسان في السابق، باستخدام لوحين من ألياف الكربون و4.5 بوصة من رغوة الكربون كحماية.
من المقرر أن يصل مسبار باركر الشمسي إلى مسافة 3.8 مليون ميل من الشمس في تمام الساعة 11:53 بتوقيت جرينتش عشية عيد الميلاد، وهو ما يعادل 96% من المسافة المتوسطة بين الأرض والشمس.
المسبار سيحلق بسرعة قياسية تبلغ 430 ألف ميل في الساعة، ما يعادل السفر من لندن إلى نيويورك في أقل من 30 ثانية، مدفوعًا بقوة الجاذبية الهائلة للشمس.
وتقدم هذه المهمة للعلماء فرصة نادرة لدراسة الشمس وغلافها الجوي بشكل لم يكن ممكنًا من قبل. حيث سيطير المسبار عبر الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية التي يمكن رؤيتها خلال كسوف الشمس وتظهر فيها التوهجات.
ويأمل أن يساعد المسبار في فهم السبب وراء ارتفاع درجات حرارة الهالة الشمسية إلى ملايين الدرجات المئوية، في حين أن درجة حرارة سطح الشمس تصل إلى 6000 درجة مئوية. ومع ذلك، لن يتمكن العلماء من التواصل مع المسبار لمدة أربعة أيام، لذا ستتأخر النتائج حتى الساعات الأولى من صباح 28 ديسمبر.
سيواجه المسبار درجات حرارة تصل إلى 1400 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة التي يبدأ عندها الفولاذ الكربوني والنيكل في الذوبان. لكن المسبار مزود بدرع حراري متقدم يمكنه تحمل درجات حرارة تصل إلى 1650 درجة مئوية، ما يحافظ على درجة حرارة داخلية مريحة تبلغ 29 درجة مئوية.
يهدف المسبار أيضًا إلى دراسة الرياح الشمسية، وهي تدفق الجسيمات المشحونة التي تنبعث من الهالة وتؤثر على المجال المغناطيسي للأرض، مما يسبب ظاهرة الشفق القطبي. كما يمكن أن تؤدي هذه الرياح إلى تعطيل شبكات الطاقة والأنظمة الإلكترونية على الأرض.
أسرار تصميم أول مسبار يصل الشمس
تم تجهيز المسبار بأداة لقياس الرياح الشمسية، "كأس المسبار الشمسي"، المصنوعة من مواد عالية التحمل مثل التيتانيوم والزركونيوم والموليبدينوم، بينما تم تصنيع الشبكات الكهربائية من التنغستن الذي يمتاز بأعلى نقطة انصهار معروفة.
وقال أريك بوسنر، العالم المسؤول عن برنامج مسبار باركر الشمسي في ناسا: "هذه المهمة بمثابة مثالًا على الجهود الجريئة التي تبذلها ناسا للإجابة على أسئلة قديمة حول الكون"، وأضاف: "نتطلع للحصول على أول تحديث من المسبار وبدء تلقي البيانات العلمية في الأسابيع المقبلة".
تم إطلاق المسبار في عام 2018، ومنذ ذلك الحين أكمل 21 مدارًا حول الشمس، مقتربًا تدريجيًا باستخدام تقنية التحليق بالقرب من كوكب الزهرة. الرحلة التي ستتم في عشية عيد الميلاد ستكون الأولى من ثلاث رحلات تحليق قياسية، وستليها رحلات أخرى في 22 مارس و19 يونيو 2025.
وقال نيك بينكين، مدير عمليات مهمة مسبار باركر الشمسي: "لم يسبق لأي جسم من صنع الإنسان أن اقترب من الشمس بهذا القدر، والمسبار سيزودنا ببيانات من منطقة غير معروفة حتى الآن".