هل صحيح أن سيدنا موسى ضرب ملك الموت؟.. أزهري يوضح
هل صحيح أن سيدنا موسى ضرب ملك الموت؟.. تحمل حياة الأنبياء العديد من المواقف الإنسانية والاختبارات الإلهية التي تحمل معانٍ ودروسًا عميقة للمؤمنين، ولكل رسول من الرسل والأنبياء -عليهم السلام- قصة مختلفة ولكن قصصهم جميعًا جاءت لهدف واحد وهو التوحيد بالله والإيمان به.
ومن بين قصص الأنبياء، تأتي قصة نبي الله موسى عليه وسلم، لتعلمنا الكثير من الأمور والحكم، ومن أبرز المواقف التي وردت في قصة موسى عليه السلام والتي أثارت فضول الكثيرين حول مدى صحتها، واقعة لقاء سيدنا موسى عليه السلام مع ملك الموت.
هل صحيح أن سيدنا موسى ضرب ملك الموت؟
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، إن حديث ضرب سيدنا موسى لملك الموت حديث صحيح ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه الإمامان البخاري ومسلم.
وأوضحت أن القصة تعكس الجوانب الإنسانية في حياة الأنبياء، وتبرز التحديات والاختبارات الإلهية التي واجهوها.
وذكرت نص الحديث كما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر".
قصة ضرب سيدنا موسى لملك الموت
وبيّنت عوف أن ملك الموت جاء إلى سيدنا موسى في صورة بشرية دون أن يعرّفه بهويته أو بمهمته، وعندما فوجئ به موسى داخل منزله دون استئذان، تعامل معه برد فعل بشري طبيعي دفاعًا عن نفسه، فلطمه وفقأ عينه.
وأضافت أن الله سبحانه وتعالى أعاد عين ملك الموت وأمره بأن يعرّف سيدنا موسى بمهمته الإلهية، وعندما أدرك سيدنا موسى حقيقة الأمر، استجاب لأمر الله بسكينة وسأل عن مصيره بعد المهلة التي مُنحت له، قائلاً: "ثم ماذا؟"، وهو الأمر الذي يعكس يقينه وإيمانه بقضاء الله وقدره.
وأكدت أن موقف سيدنا موسى لم يكن رفضًا للموت، بل يعكس طبيعته البشرية وصفاته القيادية، التي تميزت بالحزم والحدّة في الدفاع عن الحق، لافتة إلى أن هذه الصفات ظهرت في مواقف أخرى من حياته، مثل دفاعه عن المستضعفين ومواجهته للظلم.