ترامب يهدد باستعادة قناة بنما من أمريكا الوسطى.. والرئيس البنمي يرد

ترامب يهدد باستعادة قناة بنما، اقترح الرئيس ترامب، يوم الأحد، محاولة استعادة السيطرة على قناة بنما التي تنازلت عنها الولايات المتحدة "بغباء" لحليفتها في أمريكا الوسطى، زاعمًا أن شركات الشحن تفرض عليها رسوم "سخيفة" للمرور عبر قناة النقل الحيوية التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وتوضح الأيام المصرية التفاصيل.

ترامب يهدد باستعادة قناة بنما.. رئيس بنما سنتحد تحت علمنا البنمي

رفض الرئيس البنمي المحافظ خوسيه راؤول مولينو، الذي انتخب في مايو 2024، على أساس برنامج مؤيد للأعمال التجارية، رفض هذه الفكرة التي طرحها ترامب، رفضًا قاطعًا باعتبارها إهانة لسيادة بلاده.

جاءت تعليقات الرئيس الجمهوري المنتخب خلال أول تجمع حاشد له منذ فوزه بالبيت الأبيض في الخامس من نوفمبر، كما احتفل بعودته إلى السلطة وسط هتافات جماهيرية كبيرة من المحافظين. 

وفي كلمته أمام أنصاره في مهرجان AmericaFest الذي تنظمه مؤسسة Turning Point USA في ولاية أريزونا، تعهد ترامب بأن "فريق أحلامه من الوزراء" سوف يحقق اقتصادا مزدهرًا، ويغلق الحدود الأمريكية، وينهي الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا بسرعة.

وتوج ترامب ظهوره تجمعًا حماسيًا استمر أربعة أيام واستقطب أكثر من 20 ألف ناشط وعرض صورة للتماسك الجمهوري على الرغم من الاضطرابات التي شهدتها واشنطن الأسبوع الماضي مع قيام ترامب بسحب الخيوط من منتجعه مار إيه لاجو في فلوريدا.

وأكد ترامب خلال حديثه عن قناة بنما قائلًا: "إنهم ينهبوننا في قناة بنما"، معرباً عن أسفه لأن بلاده "تنازلت عنها بغباء"، حيث قامت الولايات المتحدة ببناء القناة في أوائل القرن العشرين في إطار بحثها عن سبل لتسهيل عبور السفن التجارية والعسكرية بين سواحلها. 

وفي 31 ديسمبر 1999، تخلت واشنطن عن السيطرة على الممر المائي لصالح بنما بموجب معاهدة وقعها الرئيس جيمي كارتر في عام 1977، حيث تعتمد القناة على الخزانات المائية لتشغيل أقفالها، وقد تأثرت بشدة بالجفاف الذي ضرب أميركا الوسطى في عام 2023.

وأجبرت قناة بنما على تقليص عدد الفترات اليومية المخصصة لعبور السفن بشكل كبير، ومع انخفاض عدد السفن التي تستخدم القناة كل يوم، زاد المسؤولون أيضًا الرسوم التي يتم فرضها على جميع الشاحنين لحجز فترة زمنية.

ووصف مولينو، رئيس بنما، بأنه شعبوي محافظ يؤيد ترامب في العديد من القضايا، وبنما حليفة قوية للولايات المتحدة، والقناة حيوية لاقتصادها، حيث تولد حوالي خمس الإيرادات السنوية للحكومة.

وقال ترامب إنه بمجرد بدء ولايته الثانية، "إذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه البادرة الكريمة من العطاء، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل، وبسرعة ودون سؤال"، مضيفًا: "لن أسمح بذلك، لذا أرجو من المسؤولين في بنما أن يتصرفوا وفقًا لذلك".

وبعد وقت قصير من خطاب ترامب، أصدر مولينو مقطع فيديو يعلن فيه أن "كل متر مربع من القناة ينتمي إلى بنما وسيظل ينتمي" إلى بلاده، ودون ذكر ترامب بالاسم، تناول مولينو شكاوى ترامب بشأن ارتفاع الرسوم على السفن التي تعبر القناة، قائلًا إن هذه الرسوم يحددها خبراء يأخذون في الاعتبار التكاليف التشغيلية وعوامل العرض والطلب.

وقال مولينو إن "الرسوم الجمركية لم يتم تحديدها على عجل"، وأشار إلى أن بنما وسعت القناة على مر السنين لزيادة حركة السفن "بمبادرة منها"، وأضاف أن زيادة رسوم الشحن تساعد في دفع تكاليف التحسينات، مضيفًا أنه قد تختلف وجهات نظر البنميين بشأن القضايا، ولكن عندما يتعلق الأمر بقناتنا وسيادتنا، فسوف نتحد جميعًا تحت علمنا البنمي.

وبعد ذلك، لجأ ترامب إلى موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي ليرد قائلًا: "سنرى ذلك!" كما نشر صورة لعلم أمريكي مزروع في منطقة القناة تحت عبارة "مرحبا بكم في قناة الولايات المتحدة!"