هل يصل الدولار إلى 56 جنيهًا؟.. خبراء اقتصاد يتوقعون
هل يصل الدولار إلى 56 جنيهًا؟.. سجل سعر الدولار مقابل الجنيه المصري مستوى يقارب 51 جنيهًا مع نهاية الأسبوع الماضي، مما أثار تساؤلات حول مستقبله في العام المقبل، الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، فهل يستمر الدولار في الارتفاع ليصل إلى 56 جنيهًا، كما يتوقع صندوق النقد الدولي؟.
هل يصل الدولار إلى 56 جنيهًا؟
تشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن سعر الدولار قد يصل إلى 56.26 جنيه خلال العام المالي الحالي، الذي ينتهي في يونيو 2025، بينما تتوقع الموازنة العامة للعام المالي الحالي أن يكون سعر الدولار في حدود 45 جنيهًا، ومن جانب آخر، رأى الدكتور فهد جاهين، الخبير المصرفي وأستاذ الاستثمار والتمويل، أن تقديرات صندوق النقد الدولي غير منطقية، نظرًا لتحسن مؤشرات الاقتصاد المصري وتوقعات بتراجع التضخم إلى 16% بنهاية العام المالي الحالي، ما يعني تراجع الضغوط على الجنيه.
وقال "جاهين"، إن هذا الارتفاع في سعر الدولار يعتبر مبررًا نظرًا لزيادة الطلب على العملة الأمريكية مع اقتراب نهاية العام، بالإضافة إلى التزام البنك المركزي بسياسة سعر الصرف المرن التي تتأثر بعوامل العرض والطلب.
وأضاف أن هذا الارتفاع في سعر الدولار لا يشير إلى خطر دائم، ومن المرجح أن يكون مؤقتًا، ويعود إلى عوامل موسمية تتزامن مع نهاية العام 2024، حيث تعمل الشركات على إغلاق مراكزها المالية وتوزيع الأرباح، إلى جانب زيادة تدفقات الأموال الساخنة (الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين والأسهم) التي تغادر السوق المصرية في هذا التوقيت من كل عام، مشيرًا إلى أن التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ساهمت في خروج هذه الأموال، لكن تأثيرها يبقى أقل مقارنة بالعوامل المتعلقة بتصفية مراكز المستثمرين الأجانب.
وفي الأسبوع الثاني من ديسمبر، أنهى سعر الدولار تعاملاته داخل البنك عند 50.77 جنيه للشراء و50.91 جنيه للبيع، مما يعكس زيادة بنحو 125 قرشًا منذ بداية الشهر، في حين وصل إلى أعلى مستوياته في مصرف أبوظبي الإسلامي عند 50.83 جنيه للشراء و50.92 للبيع، بزيادة بلغت 114 قرشًا منذ بداية الشهر.
توقعات سعر الدولار في 2025
توقع الخبير المصرفي، أن يعود الجنيه للصعود مع بداية العام الجديد، بدعم من تراجع العوامل الموسمية الحالية وعودة تدفقات الأموال الساخنة إلى السوق المصرية، مشيرًا إلى أن سعر الدولار قد يرتفع إلى 52 جنيهًا في 2025، مع إمكانية تحركه صعودًا بنحو 1-2%، لكن من غير المرجح أن يتجاوز ذلك.
وأضاف أن التسعير الحالي للعقود الآجلة للجنيه ليس مؤشرًا دقيقًا لتوقع اتجاه الدولار في الفترة المقبلة، بالنظر إلى العديد من المؤشرات الإيجابية التي قد تعزز من قيمة الجنيه خلال 2025، واستمرار التدفقات النقدية المستقرة، وعودة الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، بالإضافة إلى العوائد التنافسية لأدوات الدين المصرية، وتوقعات بارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج وزيادة الصادرات.
وفي الأسبوع الأول من ديسمبر، ارتفعت العقود الآجلة للجنيه المصري لأجل 12 شهرًا إلى 58.85 جنيه للدولار، وهو ما يعكس توقعات الأسواق العالمية لسعر الجنيه في العام المقبل.
أحمد خطاب: احتمال صعود الدولار إلى نطاق بين 52 و55 جنيهًا غير مستبعد
ومن جهته، قال الدكتور أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، إن احتمال صعود الدولار إلى نطاق بين 52 و55 جنيهًا خلال العام المقبل غير مستبعد، لكنه لا يدعو للقلق، حيث يعكس مرونة سعر الصرف، ومن المتوقع أن يكون مؤقتًا في ظل استمرار العوامل التي تدعم أداء الجنيه.
وأوضح خطاب، أن العوامل الداعمة لأداء الجنيه تشمل ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي، قدرة القطاع المصرفي على توفير الدولار، نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، فضلاً عن استمرار تراجع الدين الخارجي.
وتوقع محمد عبدالعال، عضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، أن وتيرة صعود الدولار ستتباطأ في الأيام المقبلة، ليحوم السعر في نطاق بين 50 و50.75 جنيه، مرجحًا أن يتراوح السعر بين 50 و52 جنيهًا في الأشهر الأولى من العام المقبل، خاصة إذا عادت تدفقات الاستثمارات الأجنبية وتم تنفيذ برنامج الطروحات.