تفاصيل العفو عن 1500 سجين بالولايات المتحدة .. ما هي صلاحية العفو الرئاسي؟
في خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها "أكبر قرار عفو رئاسي في يوم واحد في التاريخ الأمريكي الحديث"، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس عفوًا عن 39 أمريكيًا مدانين بجرائم غير عنيفة، كما خفف أحكام نحو 1500 شخص آخرين تم الإفراج عنهم بالفعل من السجون.
وسيؤدي العفو إلى محو الأحكام الجنائية التي صدرت بحق الـ39 شخصًا بالكامل، بينما سيؤدي تخفيف الأحكام إلى تقليص فترات العقوبة لأولئك الذين تم وضعهم في الإقامة الجبرية أثناء جائحة كورونا، والذين تم الإفراج عنهم من السجون مسبقًا.
وتأتي هذه الخطوة بعد قرار بايدن في وقت سابق من الشهر الجاري بمنح عفو لابنه، هانتر بايدن، عن أي جرائم اتحادية ارتكبها بين 1 يناير 2014 و 1 ديسمبر 2024، ما أعاد إحياء النقاش حول صلاحية الرئيس في منح العفو، وهي صلاحية يمنحها الدستور الأمريكي.
ما هي صلاحية العفو الرئاسي؟
تمنح الدستور الأمريكي الرئيس صلاحية العفو عن الجرائم الاتحادية فقط، ما عدا في حالات المساءلة القانونية. هذه الصلاحية، التي وردت في المادة الثانية، القسم الثاني من الدستور، تمثل جزءًا أساسيًا من السلطة الرئاسية منذ عهد الرئيس جورج واشنطن. وتقتصر صلاحية العفو على الجرائم الفيدرالية فقط، ولا تشمل الجرائم التي تمثل انتهاكًا لقوانين الولايات.
وقد استُلهمت صلاحية العفو من التقاليد البريطانية التي كانت تمنح الملك القدرة على العفو عن الجرائم، وكان الهدف من هذه الصلاحية أن تكون لدى الرئيس وسيلة للتعامل مع الظروف غير المتوقعة، مثل التمرد أو الاضطرابات الداخلية. وكان ألكسندر هاملتون قد أكد على أهمية منح هذه الصلاحية لرئيس واحد بدلاً من هيئة جماعية، حتى تكون هناك سرعة وفعالية في اتخاذ القرار في الأوقات الحرجة.
تاريخ استخدام العفو الرئاسي
استخدم الرؤساء الأمريكيون العفو في العديد من السياقات المختلفة، إذ أصدر جورج واشنطن أول عفو في عام 1795 بعد تمرد الخمور، وفي فترة ما بعد الحرب الأهلية، منح الرئيس أندرو جونسون العفو لجميع المشاركين في التمرد.
واستخدم الرئيس جيرالد فورد العفو بشكل ملحوظ بعد استقالة ريتشارد نيكسون بسبب فضيحة ووترغيت، ومنح العفو الكامل له عن أي جرائم تتعلق بالفضيحة، كما منح الرئيس جيمي كارتر عفوًا جماعيًا للأشخاص الذين تجنبوا الخدمة العسكرية خلال حرب فيتنام، وفي السنوات الأخيرة، منح الرئيس باراك أوباما عفوًا عن أكثر من 1700 شخص، من بينهم العديد الذين أدينوا بجرائم غير عنيفة تتعلق بالمخدرات.
تظل صلاحية العفو واحدة من الأدوات الرئاسية القوية، والتي تُستخدم لمعالجة قضايا العدالة والرحمة والتئام الجروح الوطنية، وهو ما يجعلها جزءًا مهمًا من التاريخ السياسي للولايات المتحدة.