الخميس 12 ديسمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

ماذا يحدث في سجن صيدنايا؟ مكبس تفتيت العظام آلة الأسد للتخلص من المعارضين

سجن صيدنايا
سجن صيدنايا

يعد سجن صيدنايا، الذي أطلق عليه "المسلخ البشري"، من أسوأ سجون النظام السوري في تاريخ البلاد، وبعد سقوط نظام بشار الأسد، توجه الناس إلى السجن للبحث عن أقاربهم، ليكتشفوا مكبسًا آليًا كان يُستخدم في غرفة الإعدام، وظهرت مقاطع فيديو تُظهر المكبس، وأدعى البعض أنه كان يُستخدم للتخلص من الجثث بعد إعدامها، بينما قال آخرون إنه كان يُستخدم لإعدام المعتقلين أحياء، وفي هذا الإطار ينشر موقع الأيام المصرية التفاصيل الخاصة بهذا الخبر.

سجن صيدنايا

مكبس صيدنايا .. آلة نظام الأسد للتخلص من القتلى بطريقة شيطانية

تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهر مشاهد من سجن صيدنايا، الذي اشتهر خلال فترة حكم النظام السوري بعمليات التعذيب، وظهر فيه حبال للإعدام ومكبسا للبشر، وذكر ناشطون أن المكبس كان يُستخدم لضغط الجثث بعد إعدامها قبل التخلص منها، بينما تحدث آخرون عن استخدامه لتعذيب المعتقلين أحياء بسحق عظامهم.

وقال عمار السلمو، عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري، إن فرق الدفاع المدني لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى سجون سرية لإخراج المعتقلين، مشيرًا إلى وجود إشاعات حول السجون السرية التي كان يشرف عليها النظام، إلا أنه لم يتم العثور على أي منها بعد، مضيفًا أن فرق الدفاع المدني أرسلت فرقًا إلى سجن صيدنايا وباشرت باستخدام أجهزة خاصة لاختراق الجدران، ولكنها لم تتمكن من فتح أي من السجون السرية حتى الآن، محذرًا من مخاطر موت المعتقلين نتيجة عدم وصول الأكسجين إليهم.

ومن جانبه ذكر المعتقل السابق والناشط السياسي ماهر أسبر، أنهم تواصلوا مع دول ومنظمات دولية مختصة في فتح السجون، ولكن حتى الآن لم يتوافر أي دليل يقود إلى معرفة أماكن السجون السرية، حيث سيطرت فصائل المعارضة المسلحة على سجن صيدنايا ليلة السبت قبيل سقوط النظام، وأفرجت عن عدد كبير من المعتقلين، ولكن يُعتقد أن هناك العديد من السجناء في زنزانات سرية يصعب الوصول إليها.

غضب وصدمة بعد رؤية المكبس وآثار الدماء

وتسببت المشاهد التي أظهرت المكبس وحبال الإعدام وآثار الدماء على الأرض في صدمة وغضب بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم تسليط الضوء على بشاعة ما كان يحدث داخل السجن، والتي كانت تتجاوز أساليب التعذيب في أي مكان آخر في العالم، كما علق البعض بأن هذا المكبس كان بمثابة تجسيد لآلة العقاب القاسية التي تُحول الإنسان إلى مجرد رقم، وتُجرده من إنسانيته.

سجن صيدنايا

وأضاف البعض أن استخدام هذا المكبس يعكس عقلية المستبد الذي لا يفكر في أي شيء نافع سوى القمع والدمار، حيث يستخدم المكبس للكبت الحي ولإخفاء الجثث بعد سحقها، كما نقل البعض عن المكبس كرمز للوحشية التي لا تفرق بين حياة وأخرى، حيث تتساوى الأرواح أمام الآلة التي لا ترحم.

وأعلن الدفاع المدني السوري انتهاء البحث عن معتقلين محتملين في سجن صيدنايا، دون العثور على أي زنازين سرية لم تفتح بعد، مشيرًا إلى أن السجن كان يحتوي على آلاف المعتقلين الذين اعتقلهم النظام، ويُعتقد أن العديد منهم لم يتمكنوا من الخروج مع من أُفرج عنهم.

سجن صيدنايا رمز الرعب والقمع في سوريا

كان سجن صيدنايا، الذي بُني عام 1987 شمال دمشق، في البداية سجنًا عسكريًا يضم سجناء سياسيين، ومنذ بداية الحرب الأهلية السورية، ارتفع عدد المعتقلين في السجن بشكل كبير، ليصل إلى حوالي 20 ألف سجين، ومع تزايد الاحتجاجات ضد الحكومة في عام 2011، أصبح السجن مكانًا لاعتقال العديد من المعارضين والمحتجين.

وفي عام 2017، اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية باستخدام محرقة لإخفاء جرائم القتل الجماعي في السجن، وقد وثقت منظمة العفو الدولية أساليب التعذيب الوحشية التي مورست على المعتقلين، بما في ذلك الضرب والاعتداء الجنسي والطعن بالصدمات الكهربائية، فضلًا عن الإعدامات الجماعية.

وشهد سجن صيدنايا محاكمات صورية، حيث كان المعتقلون يُنقلون إلى محاكم عسكرية ويحكم عليهم بعد محاكمات قصيرة، ثم يُنقلون إلى مكان آخر ليُشنقوا في منتصف الليل، ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، تم إعدام ما بين 5000 إلى 13000 شخص في الفترة بين 2011 و2015، بينما استمر الوضع حتى بعد عام 2015.

سجن صيدنايا

لازال هناك الألاف في عداد المفقودين في صيدنايا

وبينما تمكنت الخوذ البيضاء من إطلاق سراح ما بين 20 و25 ألف شخص من سجن صيدنايا، إلا أن آلافًا آخرين لا يزالون في عداد المفقودين، ورغم إرسال فرق متخصصة للبحث عن زنازين سرية، لم يتم العثور على أي منها في منتصف الليل.

ووصف العديد من الجماعات الحقوقية والمراقبين سجن صيدنايا بأنه "مسلخ بشري"، حيث كان يُستخدم كأداة للقتل والتمييز ضد الشعب السوري، ويُعد من أسوأ الأماكن التي شهدت تعذيبًا وإعدامات جماعية.

تم نسخ الرابط