صور سجن صيدنايا من الداخل .. جثث ومشانق وبحور دماء
صور سجن صيدنايا .. أثارت صور وحكايات الأشخاص الناجين من التعذيب من سجون سوريا مشاعر الرعب والشفقة والحزن على حالهم من قبل المواطنين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وفي هذا الإطار ينشر موقع الأيام المصرية بعض صور سجن صيدنايا وحكايات المعقلين الناجين خلال السطور التالية.
سجن صيدنايا
يُعد سجن صيدنايا الواقع على بُعد 30 كيلومترًا شمال العاصمة السورية دمشق من أبرز السجون العسكرية المحصنة في سوريا، ويُعرف بألقاب مثل المسلخ البشري والسجن الأحمر بسبب فظائع التعذيب وكثرة الدماء داخله.
بُني السجن عام 1987، ينقسم إلى قسمين رئيسيين:
- المبنى الأحمر: مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين.
- المبنى الأبيض: مخصص للسجناء العسكريين.
صور سجن صيدنايا
أنتشرت بعض الصور من داخل السجن تُظهر تكدس عدد كبير من الجثث، بعضها يحمل رموزًا وأرقامًا وتواريخ دون أسماء، وفي ظل انقطاع الكهرباء وسوء الحفظ، مما تسبب في تغير لون الجثث إلى الأسود، كما أظهرت الصور مشانق عليها آثار دماء وأماكن مغلقة مليئة بالدماء.
تداول صور سجين الحفرة وجدل حول مصداقيتها
أثارت صورة لرجل مذعور من داخل حفرة، جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قيل أنها لمعتقل محرر من سجن صيدنايا، وعلقوا على الصورة بأن الدهشة تسيطر على السجين لرؤيته وجهًا بشريًا لأول مرة منذ سنوات من العزلة، لكن بعد البحث اتضح أن الصورة غير حقيقية، وتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
اكتشاف غرفة تبريد مليئة بالجثث في حرستا
كما عثرت فصائل معارضة على غرفة تبريد في مستشفى حرستا تحتوي على نحو 40 جثة مكدسة داخل أكياس بيضاء تحمل آثار تعذيب.
كانت الجثث موضوعة في برادات متنقلة في الطابق الأرضي، ونُقلت الجثث بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري إلى مستشفى في دمشق تمهيدًا للتعرف عليها.
ووفقًا لشهادة أحد أعضاء رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، كانت مستشفى حرستا مركزًا لتجميع الجثث القادمة من سجن صيدنايا أو مستشفى تشرين قبل نقلها إلى المقابر الجماعية.
عمليات البحث داخل سجن صيدنايا
أنهى الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عمليات البحث عن زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل السجن، دون العثور على أي أدلة تُشير لوجود أقسام خفية جديدة.
وأكد الدفاع المدني أن البحث شمل جميع مرافق السجن وأقبيته وباحاته، بمرافقة أشخاص على دراية كاملة بتفاصيل المكان، ولم يتم العثور على أي زنازين غير مكتشفة.
وتعد هذه الأحداث والصور دليلًا على الفظائع المرتبطة بسجن صيدنايا، والذي ظل رمزًا للانتهاكات الإنسانية خلال العقود الأخيرة.
تحرير السجناء وكشف مشاهد الرعب
بعد سقوط نظام الأسد وتمكّن الفصائل السورية المسلحة من دخول السجن، عادت قصص هذا المكان المظلم إلى الواجهة، حيث كشفت شهادات الناجين عن أساليب تعذيب وحشية وممارسات صادمة وصفتها المنظمات الحقوقية بأنها جرائم ضد الإنسانية.
حكايات الرعب من داخل السجن
التعذيب بالنار: يروي أحد الناجين أنه كان يتم إجلاسه على كرسي مع إشعال شمعة كبيرة تحت جسده، وتُترك مشتعلة حتى يبدأ جلده في الذوبان ويسقط على الأرض، عندها فقط يتم إعادته إلى المهجع ليواجه نظرات رفاقه المملوءة بالرعب.
بيت الكلبة: حكى أحد المعتقلين عن زنزانة صغيرة لا تتجاوز مساحتها مترًا مربعًا، أطلق عليها السجانون اسم "بيت الكلبة"، ولم يكن يُسمح للسجين بتناول الطعام إلا بعد أن ينبح ككلب.
تعذيب الأطفال: قصص الأطفال في صيدنايا تعكس قسوة غير مسبوقة، مثال طفل من داريا يبلغ من العمر 16 عام، كانوا يحرقون وجهه بلحام الحديد إلى أن ذاب خديه، وظلوا يلحموا في ظهره وبعد ذلك أعادوه للمهجع وجهه ينقط، وزملائة كانوا لا يملكون غير جوال بطاطا بيجيبوا فيه الأكل، فضلوا يغسلوا وجهه بالمايه، وتوفى بعد يومين.
وطفل آخر دخل وهو طفل 12 سنة، وسألوه عن اغنيته المفضلة وظلوا يعذبوه إلى أن أخبرهم أنها "الكابتن رابح"، وجدوا أنها غير موجودة على هاتف الظابط فأعادوه للمهجع، وبعد يومين جابوا الطفل وعذبوه وهو يسمع أغنيته المفضلة.
غرفة الملح: غرفة أخرى داخل السجن كانت تُعرف بـ"غرفة الملح"، حيث تُوضع الجثث وسط كميات من الملح لحفظها حتى يتم نقلها إلى مستشفى تشرين، وكان السجناء المصابون يُجبرون على النوم في هذه الغرفة وسط الجثث المتعفنة، وفي أحيان أخرى، كانوا يُهدَّدون بأكل الجثث تحت الإكراه، وفي حالة الرفض كانوا يهددوا بقتل أحد أفراد عائلتهم وشويهم وتقديمهم له كوجبة غذاء.
قتل الأطفال أمام أمهاتهم: وفي إحدى القصص المفجعة، تعرّضت سيدة حامل للتعذيب حتى أنجبت طفلًا في الشهر السابع، وقام السجانون بقتل الطفل أمام عينيها، مما دفعها إلى الجنون.
أرقام وحقائق صادمة
وفقًا لرابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، يقدّر عدد المعتقلين الذين دخلوا السجن منذ عام 2011 بحوالي 30 ألف شخص، وأُفرج عن ستة آلاف فقط، بينما اعتبر الباقون في عداد المفقودين.
وتبقى شهادات الناجين من سجن صيدنايا والصور المنتشرة شواهد مروّعة على الجرائم المرتكبة في هذا المكان، الذي تحول إلى رمز للظلم والوحشية.