بيع ساعة جمال عبد الناصر في مزاد أمريكي.. ما القصة؟
بيع ساعة جمال عبد الناصر، تصدر مؤشرات البحث على موقع التواصل الاجتماعي، بعد عرض ساعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للبيع في مزاد عالمي بدار "سوذبيز" للمزادات في 6 ديسمبر 20247 بنيويورك، حيث من المتوقع أن تباع بسعر خرافي ليس بسبب جودتها ولكن لقيمة الشخص الذي ارتداها حتى آخر أيامه.
يوضح موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية تفاصيل بيع ساعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مزاد علني، حيث يعرض مزاد سوذبيز الأمريكي ساعة ماركة "رولكس" والتي تمتلكها عائلة الزعيم عبد الناصر، حيث تلقاها كهدية من زميل الكفاح والسلاح أنور السادات، لعرضها للبيع بسعر تقديري قبل البيع يتراوح من 30 ألف إلى 60 ألف دولار.
خالد عبد الناصر: جدي لم يمتلك منزلًا والساعة أهم مقتنياته
ويعد السعر المتوقع سيكون مرتفعًا جدًا، وأن أن "خالد" حفيد الرئيس الراحل هو الذي يعرض الساعة في المزاد، مصحوبة بخطاب يتحدث عن قيمتها وأهميتها.
تعد ساعة جمال عبد الناصر، قطعة فريدة من التاريخ المصري، سيتم طرحها للبيع بالمزاد العلني، وهي ساعة رولكس داي ديت من عام 1963، كانت ملكًا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وستطرح الساعة للبيع لأول مرة في السوق، في نيويورك في السادس من ديسمبر 2024.
كانت الساعة ضمن مقتنيات عبد الناصر الثمينة القليلة، حيث اشتهر بعدم اهتمامه بالممتلكات المادية ورفض امتلاك منزل، لكن الساعة كانت تحمل معنى مختلفًا بالنسبة للرئيس، لأنها كانت هدية من صديقه أنور السادات، الرئيس الثالث لمصر، وارتدى ناصر الساعة كثيرًا، بما في ذلك أثناء المحادثات المطولة لإنشاء مؤتمر عربي موحد.
واشتهر ناصر بخطواته الواسعة نحو تحديث مصر، بما في ذلك بناء السد العالي في أسوان وتنفيذ تغييرات اجتماعية وزراعية واقتصادية واسعة النطاق، كما أمضى سنوات عديدة في الضغط من أجل عقد مؤتمر عربي مشترك والوحدة بين الدول العربية.
ويحمل ظهر الساعة نقشًا لصديق ناصر، محمد أنور السادات الذي تولى منصب الرئيس بعد وفاة ناصر عن عمر ناهز 52 عامًا، حيث كانت هذه الساعة هدية شخصية بين الأصدقاء، وقد تم نقش الغلاف الخلفي لها باللغة العربية ليقرأ "السيد أنور السادات، 26-9-1963".
وتعتبر ساعة Day-Date، التي تعود إلى عام 1803، من الساعات الكلاسيكية المفضلة لدى الباحثين عن ساعة أنيقة وخالدة، ورغم أنها مصنوعة من الذهب، إلا أن ساعة ناصر تخلو من البهرجة.
بعد وفاة ناصر في 28 سبتمبر 1970، تم التبرع بالعديد من ممتلكاته إلى المتحف في القاهرة الذي يحمل اسمه، ولم يتبق لدى العائلة سوى الساعة، مما يجعلها المقتنيات الوحيدة لناصر التي بقيت خارج المتحف، حيث صُنعت من المعادن الثمينة فقط، وكانت أول طراز يحمل ميزة عرض اليوم والتاريخ.
ويوضح الحفيد خالد جمال عبد الناصر، مالك الساعة حاليًا، أنه بعد وفاة جده بفترة وجيزة، أعطت جدته الساعة لوالدي، لأنها أرادت أن يحتفظ بها باعتباره الابن الأكبر، مضيفًا وجود رسالة مرفقة بالساعة، أنه "قبل بضع سنوات من وفاة والدي في سبتمبر 2011، أراني الساعة لأول مرة وأعطاها لي، تمامًا كما فعلت والدته معه".
وتتابع الرسالة: "عندما كبرنا، علمنا مدى تواضع الرئيس ناصر، ورفضه العيش في حياة مترفة من الثروة والمادية، وكرس حياته لحركة التحرير في النصف الثاني من القرن العشرين، ولتوحيد العالم العربي، وتعزيز جمهورية مصر العربية التي تأسست حديثًا، وأخيرًا تحقيق السلام في المنطقة بقبوله خطة روجرز للسلام قبل وفاته".
ويؤكد حفيد جمال عبد الناصر أن جده لم يترك بيتًا، وتوفي دون أن يترك وراءه ممتلكات وثروات، وبعد أن ضحى بالكثير من الإغراءات والإسراف، باعتباره واحداً من أكثر الزعماء العرب نفوذًا في التاريخ الحديث، يمكننا أن نفهم كيف ولماذا اعتز بهذه الهدية من صديق عمره ورفيق السلاح.
ويشرح جيف هيس، رئيس قسم الساعات العالمي في سوذبيز، أهميتها قائلاً: "نادرًا ما نرى ساعات عريقة من رؤساء، مثل ساعة رولكس داي ديت، والتي تظهر أمام أعين الجمهور، بعد أن تم إخفاؤها لعقود من الزمن مع العائلات أو التبرع بها للمتاحف والأرشيفات الرئاسية.
وأكد هيس أن تقديم هذه الساعة لا يتعلق فقط بالقطعة نفسها، بل يتعلق أيضًا بالنسيج الغني للتاريخ الذي تمثله، فهى تجسد الصداقة الشخصية والإرث الضخم، مما يجعلها قطعة أثرية فريدة حقًا لهواة الجمع والمؤرخين على حد سواء.
