الأعلى للشئون الإسلامية: الوسطية الفكرية درع مصر ضد التطرف
ألقى الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، محاضرة بعنوان "قبول الآخر في فكر الإمام الأشعري وأثره على السلم المجتمعي والتعايش بين الشعوب"، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي المنعقد بمدينة باب الأبواب التاريخية بداغستان.
وتأتي هذه المحاضرة في إطار رؤية وزارة الأوقاف، بقيادة الدكتور أسامة الأزهري، لتعزيز التعاون الثقافي والديني على المستوى الدولي.
رسالة الإمام الأشعري وأثرها في الفكر الإسلامي
استهل الأمين العام المحاضرة بالتذكير برسالة الإمام الأشعري إلى أهل الثغر في باب الأبواب، مستعرضًا كتابه الشهير "مقالات الإسلاميين" الذي رسخ فيه مبادئ الوسطية والاعتدال.
وأشار إلى قاعدة الإمام التي نصت على: "ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله"، موضحًا أن هذه القاعدة تُعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع سلمي ومتعايش.
وتناول الأمين العام في حديثه مدينة باب الأبواب، مسلطًا الضوء على دخول الإسلام إليها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام 22هـ على يد الصحابي سراقة بن عمرو، الذي دُفن في المدينة، لافتًا إلى افتتاح أقدم مسجد فيها في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه، ما جعلها رمزًا للحضارة الإسلامية التي رسخت التعايش بين الشعوب.
الفكر الأشعري.. صمام أمان للوسطية الفكرية
وأكد الأمين العام أن الفكر الأشعري يمثل منارة للوسطية الفكرية، مشددًا على أن منهج الإمام الأشعري ركز على تصحيح الأفكار دون تعصب أو غلو.
وأضاف أن هذه المبادئ لا تزال تشكل أساسًا قويًا لتعزيز السلم المجتمعي والتعايش الثقافي، معتبرًا أن فكر الإمام الأشعري أشبه بوثيقة أخلاقية تصلح لكل زمان ومكان.
وبيّن أن وجود المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مدينة باب الأبواب، يعكس اهتمام وزارة الأوقاف بإبراز أهمية هذه المدينة كمركز تاريخي للفكر الأشعري، واصفًا المدينة بأنها "القدس الصغيرة" و"مدينة التعايش"، مشيدًا بنموذجها الفريد في تعزيز السلم المجتمعي منذ قرون طويلة.
استراتيجية وزارة الأوقاف والفكر الأشعري
وكشف "الجندي" أن المحاضرة تندرج ضمن المحاور الاستراتيجية الأربعة لـوزارة الأوقاف، التي تتضمن الآتي:
- نشر الفكر الوسطي المستنير.
- بناء الوعي المجتمعي.
- نشر قيم التسامح.
- مكافحة الفكر المتطرف.
وأكد أن منهج الإمام الأشعري يتناغم مع هذه المحاور، حيث يقدم حلولًا عملية للتحديات الفكرية الراهنة.
قبول الآخر وبناء مجتمع متماسك
واستعرض في محاضرته القيم التي دعا إليها الإمام الأشعري في قبول الآخر، مشددًا على أن هذه القيم تمثل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات متماسكة.
وشدد على دور المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف في نشر الفكر المستنير وتعزيز الحوار الحضاري، منوهًا أن المنظومة الفكرية الوسطية التي تتبناها المؤسسة الدينية المصرية هي الدرع الأول في مواجهة التطرف والغلو.