ما الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس؟.. علي جمعة يوضح
الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس.. كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، عن أربعة معوقات رئيسية تقف أمام الإنسان في طريق اكتمال إيمانه ونيل رضا الله تعالى.
ما الذي يعيق توجه الإنسان إلى الله؟
وأوضح في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن هذه العوائق تتمثل في النفس والشيطان والهوى والدنيا.
وأكد أن هذه العناصر هي عدو الإنسان، لأنها تسعى إلى جذبه بعيدًا عن الصراط المستقيم، مشيرًا إلى أن أشد هذه الأعداء هي النفس باعتبارها تلازم الإنسان طوال حياته، من الإدراك وحتى الوفاة.
أيهما أخطر وسوسة الشيطان أم النفس الأمارة بالسوء؟
وتطرق "جمعة" إلى الفرق بين تأثير الشيطان ودعوة النفس، موضحًا أن وسوسة الشيطان لا تدوم ولا تتكرر بنفس الطريقة، فهو يحاول التأثير على الإنسان بشكل مؤقت، وعندما يواجه مقاومة، يتركه وينتقل إلى أمر آخر، مستشهدًا بقوله تعالى: {مِن شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس: 4-5].
وأضاف أن الإنسان يمكنه التغلب على وسوسة الشيطان بوسائل بسيطة مثل قراءة الأذكار وسورة البقرة وآية الكرسي وأذكار الصباح والمساء، مشيرًا إلى أن حياة الإيمان المليئة بالذكر والطهارة والعبادة تجعل الشيطان يفر ويبتعد.
كيفية التغلب على النفس الأمارة بالسوء
كشف عضو هيئة كبار العلماء، أن النفس تتسم بالمبالغة في الإلحاح على ارتكاب الأخطاء، مما يجعل مقاومتها أكثر صعوبة.
وبيّن أنها على عكس الشيطان، إذ تمثل النفس الأمارة بالسوء تحديًا أكثر إلحاحًا، لأنها تستمر في دعوة الإنسان إلى التقصير والمعاصي مرارًا وتكرارًا.
وأشار إلى أن معالجة النفس الأمارة بالسوء، تتطلب تربية مستمرة وجهدًا طويل الأمد، إذ إن هذه النفس تلحّ حتى يضعف الإنسان أو يرتقي إلى مرحلة أعلى من التحكم الذاتي.
مراحل النفس وتطورها
وأردف أن النفس تمر بمراحل متعددة، تبدأ بالنفس الأمارة بالسوء، وهي الأصل عند أغلب الناس، حيث تميل إلى المعاصي والذنوب.
وتابع: "ومع التوبة والمجاهدة، يمكن أن تتحول إلى النفس اللوامة، وهي التي تتردد بين ارتكاب الخطأ والندم عليه".
واستطرد: "ومع الاستمرار في التقوى والمجاهدة، قد تصل النفس إلى مرحلة الإلهام، حيث تتسم بالوعي والتوازن بين الخير والشر".
ونوه أن هناك مستويات أعلى من الكمال في النفس، وهي النفس الراضية والمرضية والمطمئنة، وأخيرًا النفس الكاملة.
وذكر أن الاستعداد للتحول من مرحلة إلى أخرى موجود لدى الجميع، إلا أن الغالبية تبدأ وتظل في مرحلة النفس الأمارة بالسوء دون السعي للارتقاء.