مسودة اتفاق بين لبنان وإسرائيل لوقف إطلاق النار.. 5 بنود أبرزها حرية حركة جيش الاحتلال
مسودة اتفاق بين لبنان وإسرائيل.. كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسودة اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي تم طرحه بعد زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت، ويرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل.
وتعد هذه المسودة التي تظهر ملامح اتفاق قد يكون له تأثير كبير على مسار الصراع في جنوب لبنان، تثير ردود فعل متباينة داخل لبنان وخارجه.
بنود مسودة اتفاق بين لبنان وإسرائيل.. هدنة مشروطة لمدة 60 يومًا
تشمل مسودة اتفاق بين لبنان وإسرائيل لوقف إطلاق نار تجريبي يستمر 60 يومًا، مع عدد من الخطوات الهادفة إلى تحقيق تهدئة شاملة، حيث أبرز هذه البنود على النحو التالي:
- انسحاب مقاتلي حزب الله من المناطق شمال نهر الليطاني ونقل معداتهم العسكرية إلى مناطق أخرى خارج نطاق التماس مع إسرائيل.
- انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في الجنوب لتحل محل قوات حزب الله، في خطوة تهدف إلى تعزيز دور الدولة اللبنانية والقوات الدولية في الحفاظ على الأمن.
- انسحاب جيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، المنطقة التي شهدت تصعيدًا ميدانيًا في الأسابيع الأخيرة.
- تشكيل لجنة رقابة دولية تضم دولًا أوروبية كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى دول أخرى، للإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق وضمان الالتزام بها.
- بند يمنح إسرائيل الحق في اتخاذ تحركات عسكرية إذا رأت أن حزب الله قد خرق الاتفاق أو استأنف نشاطاته العسكرية في المنطقة.
تحفظات حزب الله على بعض بنود مسودة اتفاق بين لبنان وإسرائيل
على الجانب اللبناني، كان رد حزب الله حذرًا من بعض بنود الاتفاق. في كلمة له يوم الأربعاء، قال الأمين العام للحزب، نعيم قاسم إن الحزب أعرب عن ملاحظاته تجاه الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار.
وأكد قاسم أنه لا يمكن قبول أي اتفاق يمس بسيادة لبنان أو يغض الطرف عن العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن قرار استمرارية الحرب بيد إسرائيل، ومع ذلك، لفت قاسم إلى أن موقف الحزب لا يتعارض مع اتفاق الطائف، وهو ما فسره المراقبون على أنه إشارة إيجابية تدل على استعداد الحزب للبحث عن صيغة تفاهم تلتزم بالإطار الوطني.
من جانبه، وصف الرئاسي المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين محادثاته في بيروت بأنها "إيجابية"، وأكد أن هناك تقدمًا ملموسًا في النقاشات مع المسؤولين اللبنانيين.
وقال هوكشتاين بعد لقائه برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: "نحن قريبون من التوصل إلى صياغة نهائية للاتفاق، وسأواصل العمل مع الجانب الإسرائيلي لضمان التوصل إلى اتفاق شامل".
ما موقف إسرائيل تجاه مسودة الاتفاق
أما في إسرائيل، فقد أعرب وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر عن موقف الحكومة، مؤكدًا أن أي اتفاق يجب أن يضمن لإسرائيل "حرية التحرك" في حال حدوث أي خروقات من حزب الله في لبنان.
وأوضح ساعر أن إسرائيل ترى في فترة الـ60 يومًا اختبارًا حاسمًا لقدرة الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على ضبط الأمن جنوب الليطاني ومنع حزب الله من العودة إلى مواقعه.
وأضاف ساعر في مزاعمه أن الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي سيعتمد على نتائج هذا الاختبار، مما أثار تساؤلات في لبنان حول مدى جدية إسرائيل في الالتزام بالاتفاق.
هل تنجح مسودة اتفق بين لبنان وإسرائيل؟
يشير المحللون إلى أن المسودة، رغم كونها مؤقتة ومشروطة، قد تكون بداية لتهدئة طويلة الأمد في حال توافرت الإرادة السياسية من جميع الأطراف.
لكن العقبات لا تزال كبيرة، خصوصًا مع إصرار إسرائيل على حرية تحركها في المنطقة ورفض لبنان لأي شروط تمس سيادته أو تستهدف حزب الله.
في هذا السياق، يعتبر تصريح الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم حول التزامه باتفاق الطائف تطورًا مهمًا قد يفتح المجال أمام حوار أكثر فعالية بين الأطراف المعنية.