الحاجة «سعدة».. تعزف على أوتار النول لصنع الكليم بقنا
بأنامل فنانة بارعة تشكل لوحة فسيفساء رائعة من توالف القماش، القطن والفيزون والبرصو وَخرَج ورش الخياطة، تعزف الحاجة "سعدة رفاعة" على أوتار نولها الخشبي العتيق، منذ عقد من الزمان تصنع أجمل قطع الكليم و"كسوة" الكنب والأنتريهات من داخل منزلها بقرية نجع الجبل بقنا، بعد أن قادها الحظ خلال رحلتها البحث عن مصدر رزق يمكنها تحقيقه من المنزل إلى تلك الحرفة الفريدة.
أفضل الصناع والمدربين بمراكز المرأة المنتجة في قنا والأقصر وإسنا
حمل عشق النول اليدوي وصناعة الكليم الحاجة "سعدة" على قضاء جل ساعات يومها على النول الخشبي، حتى انحنى ظهرها واضطرت للتخلي عنه واللجوء إلى إبرة "التريكو" بديل من ابتكارها لمواصلة صنع قطع الكليم المميزة.
عشق يسري مجرى الدماء انتقل إلى الحاجة "سعدة" عبر ورش المرأة المنتجة ودورات المرأة الريفية التي كانت تتلقى فيها علم الكليم من أفضل الصناع والمدربين بمراكز المرأة المنتجة في قنا والأقصر وإسنا، فأصبح الكليم ونيسها الوحيد تقضي في صنع قطعة ما بين 5 إلى 6 ساعات يوميًا.
تجلس الحاجة "سعدة" لتلف الخيط على آلة الجمع، الشبيهة بالمثقاب، قبل أن تفرط ضفائر القماش عن بعضها وتضعها بين تروس خيوط النول فيجمعها سويا بالمكوك، تحكم ربط أول الخيط بآخره وَيشد وِثَاق الصفوف معا في خطوات معقدة ألفتها بمرور السنين.