كيفية الغسل يوم الجمعة وحكمه وفضله.. الإفتاء توضح أفضل طريقة
كيفية الغسل يوم الجمعة.. يعتبر يوم الجمعة عيدًا أسبوعيًا للمسلمين، يحمل بين طياته روحانية خاصة وطقوسًا مميزة تجمع بين العبادة والاجتماع، ومن أبرز السنن المرتبطة بهذا اليوم العظيم، سنة الاغتسال التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، لما تحمله من دلالات على الطهارة الجسدية والروحية استعدادًا لحضور خطبة الجمعة وأداء الصلاة في جماعة.
وفي هذا السياق، يتساءل الكثيرون عن الطريقة الصحيحة للاغتسال يوم الجمعة، امتثالًا للسنة النبوية واستلهامًا لبركة هذا اليوم المبارك.
كيفية الغسل يوم الجمعة
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لـمفتي الجمهورية، أن الاغتسال يعني تعميم الماء على كافة البدن بنية الطهارة، وهو أمر مشروع وفقًا للنصوص الشرعية من القرآن والسنة، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْ} [المائدة: 6]، وقوله: {وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَ} [البقرة: 222]، أي حتى يغتسلن.
وأضاف أن هناك حالات مختلفة للغُسل، فقد يكون واجبًا كما في حالة الجنابة أو الحيض، وقد يكون مستحبًا كسنة في يوم الجمعة والأعياد.
طريقة الاغتسال الصحيحة
وأشار عاشور إلى أن الاغتسال يبدأ بإزالة أي نجاسة إن وجدت، ثم ينوي الشخص الطهارة ويقوم بتعميم الماء على جميع جسده وشعره، مستدلًا على ذلك بما ورد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال: تذاكرنا غسل الجنابة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "أَمَّا أَنَا فَآخُذُ مِلْءَ كَفِّي ثَلَاثًا، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أُفِيضُهُ بَعْدُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِي".
وأكد أن إتمام الغسل بكماله يكون كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، حيث روى الصحيحان عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ".
سنّة الاغتسال يوم الجمعة
ومن السنة النبوية الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن يغتسل المسلم يوم الجمعة ويتطيب ويستخدم السواك ويرتدي أفضل ما لديه من ثياب قبل التوجه إلى الصلاة.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً".
حكم غسل الجمعة في المذاهب الأربعة
اتفق الفقهاء في المذاهب الأربعة، الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، على سنية الاغتسال يوم الجمعة، حيث يعتبر من السنن المؤكدة، كما أجمعت معظم الآراء الفقهية على ذلك.
وقت الاغتسال يوم الجمعة
بحسب الرأي الأرجح بين العلماء، يبدأ وقت غسل الجمعة من طلوع الفجر، لكن يُفضل أن يتم بعد طلوع الشمس حتى يكون النهار قد أشرق بشكل كامل، ويفضل أيضًا أن يكون الاغتسال قرب وقت التوجه للصلاة، إذ يكون المسلم طاهرًا عند ذهابه إلى المسجد.