تحت القصف.. ضباط جيش الاحتلال يعترفون بخطة التهجير القسري لسكان شمال غزة
شمال غزة الآن.. اعترف صحفي إسرائيلي بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عمليات تطهير عرقي ممنهجة شمال قطاع غزة، حيث يتم تهجير السكان الفلسطينيين قسرًا من مناطقهم تحت تهديد القصف والموت، يرصد موقع الأيام المصرية التفاصيل
ووصف الصحفي العسكري في صحيفة هآرتس، يانيف كوبوفيتش، الذي رافق القوات الإسرائيلية في مناطق مخيم جباليا وشمال القطاع، الوضع في تلك المناطق بأنه يشبه “كارثة طبيعية” من شدة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنازل.
وفي شهادة حصرية، قال كوبوفيتش إن جيش الاحتلال يُجري عملية تطهير عرقي في شمال غزة، حيث يجبر الفلسطينيين القلائل الذين ما زالوا في المنطقة على مغادرتها بالقوة، مع تدمير واسع للمنازل وفرض حصار كامل على المنطقة.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية شقت طرقًا واسعة في المنطقة لفصل التجمعات السكانية في شمال غزة عن وسط مدينة غزة.
تدمير المنازل وتهجير السكان بشمال غزة
تعليقًا على ما ورد في تقرير الصحفي كوبوفيتش، نقلت "هآرتس" تصريحات ضابط كبير في جيش الاحتلال، وهو إيتسيك كوهين قائد الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي، الذي أكد أن الجيش لا ينوي السماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم".
وأوضح كوهين أن الغالبية العظمى من سكان مناطق بيت حانون، بيت لاهيا، العطاطرة، وجباليا قد تم إجلاؤهم بالفعل.
وقال كوهين، في تعليقه على الأوامر العسكرية، : "تلقينا أوامر واضحة للغاية، ومهمتي هي إنشاء مساحة مطهرة. نحن ننقل السكان لتوفير حرية العمل لقواتنا".
وتكشف التصريحات عملية ممنهجة لإجلاء الفلسطينيين بهدف إخلاء مناطق واسعة من السكان الفلسطينيين، في إطار خطة عسكرية لا تقتصر على المعارك الحالية، بل تشمل تغيير ديموغرافي طويل الأمد في المنطقة.
وفيما يتعلق بالقائد الذي يشرف على هذه العمليات، ربطت "هآرتس" تصريحات كوهين بالتوجيهات السياسية العليا في إسرائيل، مؤكدة أن هذه العمليات ليست محض قرارات عسكرية، بل هي جزء من خطة أوسع يشرف عليها بنيامين نتنياهو.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية هآرتس أن ما يحدث في شمال قطاع غزة يتم بتوجيه مباشر من القيادة السياسية الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقائد القيادة الجنوبية للجيش اللواء يارون فنكلمان.
وأوضح التقرير أن هذه العمليات ليست مجرد "خطة جنرالات"، كما يدّعي البعض، بل هي في الواقع تنفيذ للأوامر الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء نتنياهو.
وأضاف التقرير أن هذه العمليات تهدف إلى "طرد الفلسطينيين من أراضيهم، تدمير منازلهم، وإعداد الأرض لاحتلال طويل الأمد واستيطان يهودي فيها".
جرائم إسرائيلية مروعة في شمال غزة
منذ أكثر من 38 يومًا، يعاني سكان شمال قطاع غزة، وخصوصًا في مخيم جباليا وبلدات بيت لاهيا وبيت حانون، من حصار خانق وقصف مكثف، حيث يتدهور الوضع الإنساني بشكل سريع في هذه المناطق، مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه.
إلى جانب تدمير واسع للمرافق الطبية والمدارس والمنازل، فضلًا عن منع دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية.
وفي الوقت نفسه، تعزل القوات الإسرائيلية محافظة شمال غزة عن باقي مناطق القطاع، في محاولة لفرض واقع جديد يُغلق أي باب لعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم. وباتت المنطقة تعيش تحت قصف متواصل، أدى إلى مقتل المئات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.