مجزرة الهلالية.. جريمة جديدة يرتكبها الدعم السريع ضد الأطفال والنساء في السودان
مجزرة الهلالية.. ارتفعت حصيلة القتلى والوفيات في مدينة الهلالية بولاية الجزيرة وسط السودان إلى 216 شخصاً، حسبما أعلن ناشطون سودانيون يوم السبت، وذلك نتيجة لهجمات شنتها قوات الدعم السريع وحصار خانق فرضته على المدينة.
وتشمل الحصيلة التي تم الإعلان عنها ضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن، مع تسجيل حالات وفاة ناجمة عن التسمم بسبب تلوث المياه في المدينة.
مجزرة الهلالية
ووفقاً لبيان صادر عن "نداء الوسط"، وهو كيان مدني يضم ناشطين من وسط السودان، فإن الحصيلة المؤقتة للقتلى والوفيات في الهلالية، منذ احتلال المدينة من قبل ميليشا الدعم السريع في 25 أكتوبر الماضي، حتى يوم السبت، وصلت إلى 216 شخصاً.
وأشار البيان إلى أن 20 شخصاً من بين القتلى لقوا مصرعهم جراء إطلاق قوات الدعم السريع النار عليهم، بينما توفي 196 آخرون نتيجة التسمم الناجم عن تلوث مياه الشرب في المدينة.
وأوضح البيان أن السبب الرئيسي لتلوث المياه يعود إلى قيام قوات الدعم السريع بتخريب ونهب منظومات الطاقة الشمسية التي كانت تشغل شبكة الإمداد المائي، ما أدى إلى تعطيل نظام تنقية المياه وضخها إلى السكان. وبذلك أصبح مصدر المياه الوحيد في المدينة غير صالح للاستخدام، مما فاقم من معاناة السكان ورفع عدد الضحايا.
حصار مدينة الهلالية وتهديدات إنسانية
تستمر قوات الدعم السريع في فرض حصار خانق على مدينة الهلالية، التي تُعد من أكبر مدن ولاية الجزيرة. الحصار أثر بشكل كبير على حياة عشرات الآلاف من المدنيين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والماء، بالإضافة إلى انقطاع الخدمات الطبية.
تعد الهلالية واحدة من أهم المدن في ولاية الجزيرة، وهي منطقة استراتيجية تُعاني الآن من حصار مستمر جراء الاشتباكات المتجددة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. منذ بداية الحرب في السودان في أبريل 2023، تجدّدت الاشتباكات في ولاية الجزيرة، خاصة بعد انشقاق القيادي في قوات الدعم السريع أبو عاقلة كيكل عن قواته وانضمامه إلى صفوف الجيش السوداني في 20 أكتوبر. وتسبب هذا التحول في زيادة المعارك في الولاية، إذ نجح كيكل وقواته في السيطرة على العديد من المدن، بما في ذلك "ود مدني"، مركز ولاية الجزيرة، في ديسمبر 2023.
حصيلة الضحايا منذ بدء الحرب في السودان
منذ بداية الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، سقط أكثر من 20,000 قتيل، وفقاً للتقديرات الأممية والمحلية، بالإضافة إلى ذلك، فرّ أكثر من 13 مليون شخص من ديارهم، إما كنازحين داخلياً داخل السودان أو لاجئين إلى الدول المجاورة. هذه الأرقام الصادمة تؤكد أن النزاع قد حول البلاد إلى ساحة حرب مفتوحة، مما أدى إلى أكبر أزمة إنسانية في تاريخ السودان الحديث.