هل يؤثر التوقيت الصيفي والشتوي على الصلاة والصيام؟.. الإفتاء توضح
وردَ إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم العمل بالتوقيت الصيفي والشتوي، الذي يتضمن تقديم الساعة في فصل الصيف، وهل يُعد ذلك تغييرًا وتبديلاً لخلق الله تعالى، ويحرص موقع الأيام المصرية على تقديم الإجابة وفقًا لما أوردته دار الإفتاء المصرية وإليكم التفاصيل خلال التقرير التالي.
هل يؤثر التوقيت الصيفي والشتوي على الصلاة والصيام؟ دار الإفتاء توضح الحقيقة
ووفقًا للإجابة عن هذا السؤال، أوضحت دار الإفتاء أن مسألة التوقيت الصيفي تعُد من الأمور الاجتهادية التي يُترك تقديرها للمصلحة التي يراها أولو الأمر وأهلُ الحل والعقد في الأمة، مؤكدةً أن البدء به من قبل الإنجليز لا يجعل من العمل به أمرًا خاطئًا أو مُحرمًا إلا إذا ثُبت أنه يضر بمصلحة الأمة.
وتابعت دار الإفتاء أنه لولي الأمر الحق في فرض هذا التوقيت إذا رأى أن فيه مصلحة للأمة، بشرط ألا يُفوت هذا العمل مصلحة معتبرة، وألا يكون فيه تعدٍ على حدود الله أو تغيير لخلق الله، ولا تعديًا لحدود الله.
وقت صلاة الفجر
وبالنسبة لوقت صلاة الفجر، أكدت دار الإفتاء أن التوقيت الحالي هو التوقيت المعتمد من الهيئة المصرية العامة للمساحة الذي يجب العمل والأخذ به، لأنه ثابِتٌ بإقرارِ المُتخصِّصين، إذ تم التوصل إليه بناءً على دراسات علمية دقيقة من قبل متخصصين في الفلك والجيوديسيا، موضحة أن هذا التوقيت ثابت ومتوافق مع ما استقر عليه العمل في مصر منذ العصور الإسلامية الأولى.
ويطابق ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وما فعله الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطبقوه قولًا وعملًا وأخذه عنهم السلف الصالح قاطبة، والقول بغير ذلك شذوذٌ محضٌ خارجٌ عن إجماع الأمة العملي المتوارث جيلًا عن جيل، واتفاق علمائها وفقهائها وموقتيها؛ فلا يجوز الأخذ به ولا التعويل عليه.
ومما يلزم تنبيه الناس إليه: أنَّ أمرَ العباداتِ الجماعيةِ المُشتَرَكةِ في الإسلام مَبنِيٌّ على إقرارِ النِّظامِ العامِّ بِجَمْعِ كَلِمَةِ المسلمين ورَفْضِ التناوُلَاتِ الانفِرادِيَّةِ العَشْوَائيَّةِ للشَّعَائرِ العامَّة؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 83]، وفي مِثلِ ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ، وَالأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي النَّاسُ» رواه الترمذي.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن القول بخلاف ذلك يعد شذوذًا يخرج عن إجماع الأمة وعلمائها، لافتة إلى أنه يجب على المسلمين أن يتجنبوا الاستماع إلى الأقوال المخالفة التي تهدف إلى التشكيك في الثوابت الدينية، مشددةً على ضرورة أخذ أحكام الدين من أهل العلم المتخصصين، كما حذرت من الطعن في عبادات المسلمين أو التشكيك في صحة صلاتهم وصيامهم، معتبرةً أن هذه الدعاوى تنطوي على تجهيل للعلماء وتعدٍ على ثوابت الشريعة.