مفتي الجمهورية بالقمة العالمية بأذربيجان: السِلم مبدأ مشترك تدعمه كل الأديان
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن ترسيخ قيم السلام والعدالة هو هدف كل الأديان السماوية، منوهًا أن التنسيق بين المؤسسات الدينية والأمم المتحدة يعد ضرورة لحفظ الأمن والاستقرار للشعوب كافة.
وناشد جميع رؤساء الأديان حول العالم، بضرورة تعزيز العدالة المجتمعية والعالمية، مطالبًا الجميع بالتكاتف لرفع الظلم عن الشعوب والمجتمعات المظلومة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الذي وصفه بصاحب الحق والأرض، والذي يتعرض لأكبر جريمة إبادة جماعية في التاريخ وسط صمت دولي مريب.
المفتي: السلم مبدأ مشترك تدعمه كل الأديان
وأشار مفتي الجمهورية إلى أنه من المستحيل أن تُحقَّق هذه المهمة دون تعاون وثيق بين القادة السياسيين والمؤسسات الدينية والمجتمعية، موضحًا أن الآية الكريمة {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، تدفعنا لبذل كل جهد ممكن لتحقيق العدل ورفع الظلم.
وأكد أن مصر من خلال مؤسساتها الدينية والمجتمعية، تسعى لزيادة الوعي بأهمية حماية البيئة والتصدي للانبعاثات الضارة، معتبرًا أن التعاون الدولي بين المؤسسات الدينية والمنظمات العالمية ضروري لمواجهة الأزمات التي تهدد استقرار العالم.
ونوه أن الأديان عبر تاريخها الطويل ومضامينها المقدسة تدعو إلى السلم والسلام، وأن أتباعها بعيدون عن دعوات الحرب والنزاع، لافتًا إلى أن الانحراف نحو التطرف والإرهاب الذي تنتهجه قلة لا يُعبر عن جمهور المؤمنين ولا يمثل القيم الدينية الحقيقية.
وتطرق إلى الآيات والنصوص الدينية التي تدعم السلم والسلام، لافتًا إلى قوله تعالى {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، وكذلك ما ورد في الكتاب المقدس: "طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله"، ما يؤكد أن السلم مبدأ مشترك تدعمه كل الأديان.
التصدي للأفكار اللادينية من خلال أجوبة دينية
وأوضح "عياد" أن الأديان تقف ضد أفكار صدام الحضارات والإسلاموفوبيا وجميع النظريات التي تُشجِّع على النزاعات الطائفية والتمييز والكراهية، مشيرًا إلى أهمية تعزيز القيم الأخلاقية والدينية الراسخة لمواجهة التحديات الفكرية التي تستغل المتغيرات الثقافية والسياسية والتقنية في نشر الأفكار اللادينية.
واستطرد: إن تعزيز اليقين بالله والقيم الروحية في المجتمعات مسؤولية لا تقع على عاتق المؤسسات الدينية وحدها، بل تحتاج إلى دعم المؤسسات المدنية والمجتمعية لتجنب تأثير المؤسسات التي تعمل لهدم هذه القيم.
ودعا إلى التكامل بين المؤسسات للتصدي للأفكار اللادينية من خلال أجوبة دينية تناسب تساؤلات العصر، وتستند إلى فهم منطقي وسليم للنصوص الدينية بما يتماشى مع المنجزات الإنسانية الحديثة.
وشضدد على أهمية استثمار التنوع الديني والعرقي والمذهبي كوسيلة للبناء والتطور، بدلًا من جعله سببًا للحروب، موضحًا أن الله تعالى خلق التنوع لتعارف الناس وتعاونهم، مشيرًا إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
وتابع: إن نموذج "بيت العائلة المصرية" يجسد هذا التعاون، حيث يعمل الأزهر الشريف والكنيسة المصرية لتعزيز التسامح والعيش المشترك، بدعم من الدولة المصرية.
مواجهة الأزمات المناخية تندرج ضمن مقاصد الأديان
وأردف أن مواجهة الأزمات المناخية تندرج ضمن مقاصد الأديان التي تهتم بمحورين أساسيين: حماية الإنسان وقيمه، وتحقيق الاستخلاف الحضاري على الأرض، مما يتطلب التصدي لهذه الأزمات لتأمين مستقبل البشرية.